أيهما أفضل لابني التعليم العمومي أم الخصوصي؟


أيهما أفضل لابني التعليم العمومي أم الخصوصي؟

بقلم الأستاذ: عبد اللطيف بوكرن

كنت طرحت هذا العنوان للنقاش بالفيسبوك وقد شاركني فيه كم كبير من المثقفين والمختصين في مجال التربية والتعليم على اختلاف أنواع مراتبهم التربوية والمعارف الأكاديمية، وهذا ما جعلني افكر في كتابته على شكل مقال حتى يستنير به كل المهتمون والذين تشغلهم هذه المسألة. كما أذكر أن عنوان الموضوع معدل بطريقة تجعله أسهل للقراءة ولكن مجل الأفكار التي ستأتي في ثناياه هي من بنيات أفكار المشاركين في الموضوع مع ترتيب لها وتبويبها.

لقد انقسمت الآراء إلى ثلاثة أفكار رئيسية وهي:

الفريق الأول: يعتبر أن لا فرق بين المدرسة الخصوصية والعمومية إذا ما نظرنا إلى المؤسسة ونوع الأطر الموجودة بها فأنت تجد في الأطر المُجدة والباحثة ما تجده في كلا المدرستين فعدد التلاميذ والإطار المدرس لأبنائك هو الكفيل بتحديد جودة ما يتلقاه الأبناء.

الفريق الثاني: يعتبر أن المدرسة العمومية افضل باعتبار أن التجارب الواقية اثبتت ذلك وتخفيف برنامج المرحلة الابتدائية في التعليم العمومي يجعل الأبناء مستوعبين لخصوصية مرحلتهم، وخصوصا إذا نظرنا إلى المدارس الغربية المتقدمة فأنت تجد أنها لا تعلم ابنائها لغة أخرى غير اللغة الرسمية حتى يبلغوا سنا تسمح بذلك متجاوزين الفترات المبكرة في التعليم الابتدائي.

الفريق الثالث: وهذا الفريق يدعم التحاق الأبناء بالتعليم الخصوصي وخصوصا في مرحلة الابتدائي حيث يتعلم الأبناء اللغات أو يقوِّمون اللسان على نطقها ثم في المرحلة الإعدادية يمكن إلحاقهم بالتعليم العمومي.

وتبقى كل هذه المقاربات وهي معزولة عن بعضها البعض غير قادرة على إعطاء صورة شاملة حول المرجو من التعليم وتعليم الأبناء، فالسؤال هنا غايته أن تقدم للأبناء أقصى طاقة من المساعدة يمكنك تقديمها ولا تنتهي هذه المساعدة باختيار نوع التعليم الذي اخترته لأبنائك فكيف يكون التعليم دون مراقبة وتتبع ومسايرة لكل أنشطة الأبناء في المؤسسة (ولعلي هنا استعمل كثيرا لفظ أبناء لأنك عندما تفكر من زاوية الولد والوالد تكون الزاوية أقرب لمخاطبة الذات كل الذوات)

إن المهم حسب ما ورد في التعليقات جميعها وهي: أن توفر المؤسسة قدرا من التعليم يحقق الحد الأدنى لتعلم الأبناء وإن كنت شخصيا غير مقتنع بضرورة تعليم البناء لغتين أو ثلاثا وهم لم يتجاوزوا سن العاشرة بعد فإن كان ينجح مع عدد من الموهوبين فطريا فهو لا ينجح مع عدد كبير من المتعلمين والمتعلمات، ويجب أن تنظر اي مؤسسة تعليمية إلى مقاربة شاملة بحيث إن أي مؤسسة 'سواء تعلق الأمر بالتعليم العمومي أو الخصوصي ) تضع في برنامجها في المجلس التربوي أهدافا يصبوا لتحقيقها بعدد أكبر من المتعلمات والمتعلمين وليس جزءا منهم فقط وهذا خطأ تقع في الكثير من المؤسسات بحيث لو نظرت إلى المتفوقين تجدهم قلة أما المتعثرين فهم يوازون النصف ولكن لا أحد يناقش مستواهم.

الحل:
كي لا يقبع هذا الموضوع تحت تقديم مجمل المنظورات ولا يضع لها حلا يعتقد أنه ناجع بشكل يصل إلى درجة من الأهمية أقول: إن المدرسة العمومية يجب أن تنجح ليس بتدفِيع الأبناء الثمن من خلال تكديسهم في الحجرات مع مجموع أكبر من 50 تلميذ في القسم أو تركهم وحدهم يعانون ظلمة الأفق دون مساندة ومصاحبة دائمة تقربهم من واقعهم والتدريس الذي يتلقونه، وقد تكون إذا أتيحت لك الفرصة لتدريس الأبناء في مدرسة تتوفر فيها شروط رأيت أنها شروط الجودة (العمومي / الخصوصي) ثم تخليت عن هذه الشروط وأصررت على أن تتبع التوجه العام القائم بضرورة التعليم الخصوصي أو العمومي - حسب المناطق طبعا – فهذا حقا هو التفريط في المدرسة العمومية، والنضال من أجل توفير مدرسة عمومية لابد أن يكون على جميع المستويات أو إن النضال من أجل تحسين جودة التعليم الخصوصي يجب أن يكون كذلك لكي ينسجم التعليم مع مستوى التطلع الذي يصبو إليه الجميع.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -