بيداغوجيا حل المشكلات تعريفها أنوعها مكوناتها وخصائصها

البيداغوجيات: بيداغوجيا حل المشكلات

بيداغوجيا حل المشكلات

يمكن تعريف المشكلة Problème استنادا إلى تعريف أولرون (Oleron ) باعتبارها " كل موقف لا يقوى فيه سجل الإجابات الجاهزة المتوفر لدى الفرد على إعطاء إجابة ملائمة بشكل مباشر".

ويعرف كتشويا (Katsuya ) المشكلة باعتبارها وضعية أو موقفا يدركها الفرد ويكون فيه هذا الأخير مطالبا بإيجاد حل ملائم. ويعتبر فيرنو (Vergnaud) أن المعرفة تتكون من خلال حل المشكلات أي بواسطة التحكم في المواقف، فتصورات المتعلمين تتكون عبر المواقف التي واجهوها. ويقصد بحل المشكلة، ما يقوم به الفرد من إجراءات وسلوكات مستخدما مجموعة من الاستراتيجيات المعرفية للوصول إلى الحل المناسب. ويمكن أن نعتبر حل المشكلات بمثابة تقنية من تقنيات التعلم والتكوين الذاتي ( أمزيان )

ويشبه لوني Len وضعية حل المشكلة - باعتبارها وضعية سيكولوجية - بالوضعية البيولوجية، حيث تكون العضوية Organisme مطالبة بأداء نشاط معين من أجل تحقيق تكيف أفضل.

ويشير سترنبرغ 2007 , Stember أننا نواجه وضعية مشكلة، عندما نكون مجبرين على تخطي حواجز من أجل الإجابة عن سؤال، أو من أجل بلوغ هدف. فعندما يستطيع الفرد تذكر الإجابة بسرعة، فال وجود إذن للمشكلة؛ لكن عندما لا يستطيع تذكر الإجابة بطريقة مباشرة، أنئذ يكون أمام مشكلة تتطلب حلا.

أ. الوضعية المشكلة :

تعني الوضعية المشكلة مجموعة من المعلومات المقرونة بسياق تستوجب إخضاعها للتمفصل من قبل شخص أو مجموعة أشخاص بقصد إنجاز مهمة محددة ليست نتيجتها بديهية بصورة قبلية؛

- الوضعية موقع أو موقف بالنسبة لشيء أو شخص تجاه شيء أو أشياء وهي حالة الشيء بالنسبة لعلاقة مع شيء أو أشياء....

- الوضعية المشكلة وضعية ديداكتيكية تطرح من خلالها للذات مهمة لا تؤدي إلى الحل إلا باستعمال تعلمات محددة وهي التعلمات التي تشكل الهدف الحقيقي للوضعية المشكلة؛ وتعتمد منهجية حل ام المشكلات على استثارة المتعلم للشعور بوجود مشكلة، حلها يلبي حاجة لديه. ثـم تحديـد المشكل وفهمه، وجمع المعلومات الضرورية حوله. ثم اقتراح الحلول المؤقتة انطلاقا من استدعـاء الخبـرات السابقة حول الموضوع ومناقشات الزملاء. ثم بعد ذلك يتم التحقق من الفرضيات انطلاقا من أنشطـة وتجارب قصد الخروج بنتائج تمثل الحل الأمثل للمشكل، هذه النتائج يتم توظيفها في وضعيات مختلفة.

ب- خصائص الوضـعية - المشكل :

ثمة مجموعة من الخصائص التي يجب أن تتميز بها الوضعية المشكلة- حسب أستوفلي (ASTOFLI)، نذكر منها:

▪ ينبغي أن تحدد الوضعية عائقا ينبغي حله؛
▪ أن تكون الوضعية حقيقية ملموسة وواقعية تفرض على التلميذ صياغة فرضيات وتخمينات؛
▪ تشبه هذه الوضعية لغزا حقيقيا ينبغي حله، ومواجهته بالقدرات المكتسبة؛
▪ تكون ذات خصوصية تحدد مجال فعل الكفاية؛
▪ توصف ضمن لغة واضحة ومفهومة من قبل التلميذ؛
▪ تتطلب الوضعية معارف وقدرات ومهارات تسهم في تكوين الكفاية في شتى مستوياتها المعرفية، والوجدانية، والحركية؛
▪ تتشابه مع وضعية حقيقية يمكن أن تواجه الأفراد خارج المدرسة ضمن الحياة المهنية أو الحياة الخاصة؛
▪ ينبغي أن يكون المشكل الذي يعد للتلميذ مشكلا حقيقيا، لا يكون فيه الحل بديهيا.
▪ تشكل الوضعية فرصة يثري فيها التلميذ خبراته؛
▪ تحدد الوضعية وفق المستوى المعرفي للتلميذ.؛

ج ـ مكونات الوضعية - المشكلة:

  • السند أو الحامل: ويمثل مجموع المعطيات التي يتكون منها نص الوضعية - المشكلة و التي تساعد على فهـم المضمون والهدف من الوضعية.
  • المهمـة: وهي الأسئلة أو التعليمات التي تحدد ما هو مطلوب من المتعلم انجازه. ويشترط فيها أن تكون محددة بدقة ولها ارتباط بمضمون النص.

د ـ أنواع الوضعية - المشكلة:

تنقسم الوضعية المشكلة إلى ثلاثة أنواع :
  1. الوضعية - المشكلة البنائية: وتكون في بداية الدرس وتهدف إلى بناء التعلمات الجديدة انطلاقـا من تعلمات سابقة، ويشترط فيها أن تكون مألوفة محفزة مثيرة للاهتمام، تشكل عائقا بالنسبة للمتعلم يتطلـب استدعاء تمثلات مختلفة قصد تجاوز العائق.
  2. الوضعية - المشكلة الإدماجية: تأتي بعد تعلمات مجزأة تهدف إلى إيجاد ترابطات بين تعلمات منفصلة، و تركيبها في بنية جديدة و توظيفها في سياقات مختلفة. وتأتي بعد عمليات الاستكشاف والفهم فـي الحصـة الواحدة أو بعد مجموعة حصص أو في أسابيع الادماج أو في نهاية مقطع دراسي.
  3. الوضعية - المشكلة التقويمية: و تهدف إلى تقويم مدى تحقق الأهداف ومدى قدرة المتعلم على استدعاء الموارد وتوظيفها في وضعيات جديدة. 
تربية وتعليم
تربية وتعليم
تعليقات