نظرية فرويد النمو الجنسي

مرحل النمو عند فرويد


 يرى سيغموند فرويد (Sigmund Freud) أن الطفل يمر بمجموعة من المراحل الجنسية، وقد حددها في المراحل التالية:
المرحلة الفمية : من الولادة إلى السنة الأولى
 ترتبط بالإشباع الحسي، ونمو الجشع وحب الملكية لدى الطفل.
المرحلة الشرجية:  من سنتين إلى ثلاث سنوات
  تعطي أهمية كبرى للمناطق الشرجية والبولية تعبيرا عن الإشباع الحسي الكبير. وتتأرجح هذه المرحلة بين القذارة والنظافة.

المرحلة القضيبية: من ثلاث سنوات إلى أربع سنوات
  وتتميز بالتركيز على القضيب بغية تحقيق الإشباع الحسي والجنسي.

- المرحلة الأوديبية: من أربع سنوات إلى خمس سنوات
 وتتميز هذه المرحلة باتخاذ الجنس موضوعا للإشباع الجنسي. لذا، يعد الطفل منافسا له في أمه. ومن ثم، تكون المنافسة حادة بين الابن والأب.

مرحلة الكمون: من خمس سنوات إلى ست سنوات
 تحل مشكلة أو عقدة أوديب عند الطفل بالتوحد مع الأب، والبحث عن بديل آخر للإشباع الحسي.

مرحلة البلوغ: من إحدى عشرة سنة إلى أربع عشرة سنة
  وتتميز هذه المرحلة بتأرجح الطفل بين الميول الحسية والميول الجنسية التناسلية.

  ولم يكتف فرويد بدراسة الطفولة فقط، بل اهتم كذلك بدراسة فترة المراهقة على أساس أنها امتداد طبيعي لعقد الطفولة ومكبوتاتها من خلال ربطها بعوامل جنسية محضة. ومن هنا، تتميز مرحلة الطفولة بخاصية البلوغ الجنسي عند الاقتراب من مرحلة المراهقة، وازدياد قوة الفحولة لديه، بقدرته على التناسل، والإخصاب، والممارسة الجنسية. ويعني هذا أن الطفل الذي أوشك على المراهقة قادر على الزواج، والانجاب، وبناء الأسرة. وإذا كانت الغريزة الجنسية قد اكتسبها الطفل من قبل بمص الثديين، واللعب بالقضيب، والاستمتاع بالقبلة والاستمناء...؛ فإن فترة البلوغ هي فترة التناسل، والاخصاب، والجنس.

   إذا، تتميز فترة الطفولة بالكمون التناسلي في الفترات الأولى لتتحول إلى ميول جنسية مع فترة المراهقة والبلوغ ، بتدفق الليبيدو في شكل مشاعر الحب الإيروسي. ويعني هذا أن الطفل يمر، في العموم، بثلاث مراحل جنسية كبرى:
  • المرحلة الجنسية الطفلية الأولى المعروفة بالفمية، والشرجية، والقضيبية؛
  • مرحلة الكمون الجنسي؛
  • مرحلة البلوغ التناسلي.
  ويعني هذا أن فترة الكمون هي التي ساهمت في ظهور الفترة التناسلية بعد نماء الأعضاء الجنسية لدى الطفل. ومن ثم، فليست هناك قطيعة بين مختلف المراحل التي يمر بها الطفل. لذا، قيل: إن الطفل أبو الرجل. أما من قال بوالدة ثانية، فقد وظف بلاغة غير مفيدة.

  ويتبين لنا أن فرويد هو المكتشف الحقيقي للاشعور الفردي، بتفسير العقد والأحلام والأمراض النفسية وفهمها وتأويلها وفق آلية التداعي الحر. إلا أنه يفسر كل شيء عند الطفل تفسيرا جنسيا. وهذا مبالغ فيه، فثمة دوافع أخرى تدفع الإنسان في هذه الحياة، مثل: الدوافع المعرفية، والعلمية، والدينية، والثقافية، والسياسية، وغير ذلك من الدوافع. وللتمثيل، فالفنان الفقير الجائع يرسم لوحاته الفنية من أجل الحصول على لقمة الخبز ليستجيب لحافز الجوع، وليس لأهداف جنسية محضة.

  ويعني هذا كله أن الطفل ينمو ارتقائيا على المستوى النفسي والجنسي؛ إذ ينتقل - نفسانيا- من مرحلة التشخيص الحسي نحو مرحلة التجريد والتخييل، أو من مرحلة التمركز الذاتي والأننوي إلى مرحلة الاحتكاك بالمدرسة والشارع والمجتمع اندماجا وانصهارا. كما تتميز حياته الجنسية بالتأرجح بين فترتي الكمون التناسلي والتهيج الجنسي مع مرحلة البلوغ والاقتراب من المراهقة الفتية.

  وتتميز هذه المرحلة النفسية بالانتقال من مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع؛ إذ يبدأ الطفل في اكتشاف محيطه الاجتماعي والطبيعي، فيدرك العالم والأشياء من خلال ذاته وحاجياته. بمعنى أن هذه المرحلة تتسم بالذاتية، والأنانية، والتركيز على الأنا؛ مما يعوق فهم الواقع، وإدراكه بشكل سليم؛ على أن تصحيح هذا الإدراك سيظل مطمحا وعملا دائبا، يتابعه كل كائن بشري طيلة نموه وتطوره.

  ومن هنا، تتميز هذه المرحلة انفعاليا بضعف إدراك الزمان؛ فالطفل لا يعيش سوى حاضره، ولا يعرف شيئا عن الماضي والمستقبل، سريع البكاء عندما لا يجد استجابة لحاجياته العضوية، والنفسية، والاجتماعية. فضلا عن خصوبة الخيال، والامتثال للمبادئ الأخلاقية، واحترام قواعد المجتمع وأعرافه وتقاليده وعاداته، والميل نحو تمثل السلوك الموافق لما هو اجتماعي ومعياري، ومعاناته من عقدة أوديب التي تنبني على الصراع الثلاثي: الطفل، والأم، والأب. و يعتقد الطفل أن أمه خلقت من أجله وحده لتحقق له كل ما يحتاج إليه، لكنه يكتشف أن ثمة أبا ينافسه في ذلك، فيتولد عنده صراع نفسي ووجداني قوامه الحب والكراهية في الوقت نفسه. بيد أن هذه العقدة تتضاءل مع مرور الوقت ليتوحد الطفل مع أبيه ضمن فصيلة جنسية واحدة .وبعد ذلك، ينشغل الطفل بأشياء أخرى غير الجنس.

  ويذهب الباحث المغربي أحمد أوزي، في كتابه (سيكولوجية الطفل)، إلى تحديد مجموعة من المراحل النفسية للطفل هي: مرحلة المهد من الوالدة إلى السنة الثانية، ومرحلة الطفولة المبكرة من السنة الثالثة إلى السنة الخامسة، ومرحلة الطفولة الوسطى من السنة السادسة إلى السنة التاسعة، ومرحلة الطفولة المتأخرة من السنة التاسعة إلى السنة الثانية عشرة.

  وما يهمنا من هذه المراحل النفسية هو التوقف عند المرحلة الثانية، وهي مرحلة الطفولة المبكرة التي تمتد من السنة الثالثة حتى السنة الخامسة. فإذا كانت المرحلة الأولى من عمر الطفل تتميز بالذاتية والأنانية، والارتكان إلى مبدأ اللذة، فإن المرحلة الثانية تتسم باكتشاف الواقع. ويعني هذا الانتقال من مرحلة اللذة إلى مرحلة الواقع. وتمتاز هذه المرحلة أيضا بالتطور العقلي والانفعالي والاجتماعي، و كثرة الحيوية والنشاط الدائبين، والاعتماد على النفس نسبيا، إذا عودنا الطفل على ذلك.
تربية وتعليم
تربية وتعليم
تعليقات