التعلم في منظور النظرية البنائية

نظرية التعلم البنائية

ظهرت السيكولوجيا التكوينة (Epistémologie génétique) ، أوالمقاربة البنائية (Constructivisme) ، في منتصف القرن العشرين، متأثرة في ذلك بالبنيوية اللسانية، والبنيوية التكوينية التي تمثلها بيير بورديو (P.Bourdieu) ولوسيان كولدمان ( Goldmann Lucien) في سنوات الستين من القرن الماضي.

ويعرف جان بياجيه (Jean Piaget) (1980-1896م) ، بنظرياته المشهورة في التعليم والتعلم التي تندرج ضمن السيكولوجيا البنائية، ما دام يتحدث عن تفاعل تماثلي وثيق بين البنية والمحيط. وقد اهتم كثيرا بتطور الطفل النمائي المعرفي والذكائي حتى مرحلة المراهقة. وبالتالي، يحسب أيضا على السـيكولوجيا المعرفية (Psychologie cognitive) .

ومن ثم، فقـد قسم جان بياجيه التطورالمعرفي والـذهني والذكائي لدى الإنسان إلى أربع مراحل أساسية، تبدأ من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، وقد حددها في: المرحلة الحسية - الحركية (من فترة الميلاد إلى السنتين)، ومرحلة ما قبل العمليات الحسية (من السنتين إلى سبع سنوات)، ومرحلة العمليات المشـخصة (من سـبع إلى اثنتي عشرة سنة )، ومرحلة العمليات الصورية (من اثنتي عشرة سنة إلى مافوق).



وقد تمثل جان بياجيه، في دراساته السيكولوجية المعرفية، الملاحظة العلمية المنظمة في تجاربه المخبرية الواصفة، في أثناء رصد مختلف المراحل التي كان يمر بها طفله إلى أن وصل إلى فترة المراهقة. كما استرشد أيضا بتعاليم فلسفة كانط الألماني عندما بين أن الطفل، في تعلمه، لا يعتمد فقط على حواسه؛ بل يشغل أيضا قدراته العقلية والفطرية والمنطقية في اكتساب المعرفة. وبالتالي، يعرف مجموعة من العمليات المنطقية البديهية؛ مثل: السببية، والزمان، والمكان، وديمومة الأشياء...

ومن ثم، يرى بياجيه أن الذكاء ناتج عن الترابط البنيوي بين الخبرة والنضج. ومن ثم، فالذكاء عبارة عن عمليات عقلية ناضجة، تساعد الطفل على التكيف والتأقلم إيجابيا مع بيئته. ويعني هذا أن الطفل الذكي هو الذي يستعمل مجموعة من الاستراتيجيات العقلية والمنطقية للتعامل مع بيئته تكيفا عبر طريقين هما: التمثيل (الاستيعاب) من جهة، والملاءمة (المشابهة) من جهة أخرى.

ويقصد بالتمثيل استيعاب خبرات البيئة، بالتحكم فيها أو تغييرها جزئيا أو كليا لتحقيق نوع من التوازن مع الواقع الخارجي، وهو بمثابة تعلم جديد. علاوة على ملاءمة الخبرات القديمة والمتشابهة مع الوقائع الجديدة في أثناء التعامل مع البيئة. ويعني التوازن عند بياجيه انسجام الطفل عقليا وجسديا مع متطلبات المحيط وبيئته. 

ويضاف إلى هذا أن جان بياجيه حدد أربع مراحل نفسية وتربوية هي:

  •  المرحلة الحسية الحركية، وتمتد من لحظة الميلاد حتى السنة الثانية؛ 
  •  مرحلة ما قبل العمليات، وتبتدئ من السنة الثانية حتى السنة السابعة؛ 
  • مرحلة العمليات المادية أو الحسية، وتبتدئ من السنة السابعة حتى السنة الحادية عشرة؛
  • مرحلة التفكير المجرد، وتبتدئ من السنة الثانية عشرة إلى بداية فترة المراهقة. 

ويعني هذا كله أن الطفل، في تعلمه ونموه العقلي والجسدي، ينتقل من المستوى المحسوس إلى المستوى المجرد.

وإذا كان الطفل ميالا، في تعلمه، إلى ماهو حسي وحركي ومشخص ومجسد، فإن الفرد ، في فترة المراهقة، يميل إلى التجريد، والخيال ، والإبداع، والابتكار. ويعني هذا كله أن جان بياجي قد ركز، في مختلف دراساته، على تبيان الكيفية التي يتطور بها التفكير عند الطفل ، بمروره بمجموعة من المراحل العمرية المختلفة، وكيف يحقق نوعا من التوازن مع الخارج عبر التفاعل البنيوي التكويني بين الذات والموضوع، أو بين الذكاء والبيئة.

ولم تقتصر أبحاثه العلمية على دراسة سيكولوجيا الطفل فحسب، بل درس أيضا سيكولوجيا المراهقة مع شريكته إينهيلدر (Inhelder) ، ضمن مقاربته النفسية التكوينية. وقد بين أن فترة المراهقة تتسم بالتجريد على الصعيد الذهني، والمنطقي، والذكائي، والمعرفي. ويعني هذا أن السيكولوجيا التكوينية قد قاربت فترة المراهقة من منظور عقلي، وذهني، ومعرفي. وركزت كثيرا على السيرورة النمائية الذكائية والعقلية. وبذلك، كانت من المدارس الأولى التي مهدت للسيكولوجيا المعرفية في منتصف القرن العشرين. 

وتتميز مرحلة المراهقـة - عنـد جان بياجي- بخـاصية التجريد، والميل نحو العمليات المنطقيـة، والابتعاد عن الفكر الحسي الملموس العياني (Concret) . ويعني هذا أن الذكاء المنطقي والرياضي - عند المراهق - ينتقل من مرحلة العمليات المشخصة نحو البناء الصوري المنطقي، أوينتقل من الطابع الحسي نحو الطابع الرمزي المجرد. ويعود ذلك إلى السيرورة الطبيعية للنمو الذهني والمعرفي الذي يتماثل- بنيويا- مع النمو البيولوجي ، وتطور المحيط والبيئة. وبتعبيرآخر، يتطور الذكاء عند المراهق باستخدام لغة الرموز والذكاء المنطقي، وإيجاد الحلول المناسبة للوضعيات التي يطرحها المحيط الخارجي.

أضف إلى ذلك أن الطفل - في هذه المرحلة - يكتسب آليات الاستدلال والبرهنة والافتراض استقراء واستنباطا، ويحل الوضعيات الرياضية والمنطقية المعقدة، ويميل إلى التفكير الفلسفي والنسقي. ويجعله هـذا كله في توازن تـام مع الطبيعة أو البيئة التي تحيط بـه، مستخدما في ذلك مجموعة من العمليات، مثل: التكيف، والتأقلم، والمماثلة، والاستيعاب، والتوافق، والمواءمة، والانسجام...

وفي هذا الصدد، يرى جان بياجي أن" جميع الكائنات الحية لديها قابلية فطرية لإيجاد علاقة توافق أو تكيف مع البيئـة من خلال ما يسمى بالتوازن. وهـذا التوازن هو القابلية الفطرية لتهيئة قـدرات الفرد وخبراته لتحقيق أكبر قــدر ممكن من التكيف. ويمكن تعريف التوازن بأنه نجاح الفرد في توظيف إمكاناته مع متطل...ات البيئة حوله. وتسـمى عملية الاستجابة للبيئة طبقا للبناء المعرفي للفرد بعملية التمثيل، والتي تعتمد على نوع التفاعل بين البنى المعرفية والبيئـة الطبيعيـة، والبنى المعرفية الماثلة في أي لحظة إنما تشمل ما أمكن للكائن الحي استيعابه وتمثله . ومن الواضح أنه إذا كان التمثيل هو العملية المعرفية الوحيدة، فلن يكون هناك نمو عقلي، حيث إن الطفل سـوف يعتمد في تمثيل خبراته على الإطار المحدد لما هو ماثل في بنيته المعرفية. لذا، فإن العملية الثانية تسمى المواءمة، والموائمة هي العملية التي بو اسطتها تتكيف أو تتعدل البنى المعرفية ويحدث من خلالها النمو المعرفي. أي: إن عملية التمثيل تسمح للكائن الحي ليستجيب للموقف الراهن في ضوء المعرفة أو الخبرات السابقة لديه. 

وبسـبب الخصائص الفريدة التي لا يمكن الاستجابة لها في ضوء المعرفة السابقة وحدها ، فإنه يمكن القول بأن هذه الخبرات الجديدة للفرد تسـبب اضطرابا أو عدم توازن في بنائها المعرفي في بادىء الأمر . ثم لا تلبث أن تنسجم وتتزن مع البناء المعرفي، وبما أن التوازن حاجة فطرية، فإن البنى المعرفية تتغير لكي تتواءم مع خصائص الخبرات الجديدة أو المواقف الجديدة. وبالتالي، يحدث الاتزان المعرفي . وهذا التناقض التدريجي في الاعتماد على البيئة الطبيعية والزيادة في استخدام القدرات أو البناء المعرفي هو ما يسمى بالاستدخال، ومع اسـتدخال قدر أكبر من الخبرات، يصبح التفكير أداة للتكيف مع البيئة.

وكذلك، تتميز هـذه المرحلة بميل المراهق إلى الانتبـاه من حيث المدة والطول والعمق. كمـا يتبين ذلـك بجلاء حين متابعته لفيلم طويل، أومباراة في كرة القدم، أو قصة طويلة مسترسلة. علاوة على قدرته على التخيل والتخييل والتذكر والابداع والابتكار، والميل إلى الشرود وأحلام اليقظـة، والإكثار من الرحلات وحب المغامرة والاستطلاع، والتحرر من البرامج الدراسية، والميل إلى القراءة الحرة ،ولا سيما قراءة الكتب العلمية والدينية، وقراءة شعر الغزل، وسـماع الأغاني الشبابية لدى الذكور، أو سماع الأغاني الرومانسية عند الإناث.

ويلاحظ أن عالم الطفل يختلف عن عالم المراهق ، فالعالم الأول عالم محدود وضـيق، ومسـيج بالحسية والتشخيص والإحيائية. في حين، يتميز العالم الثاني بخاصـية التجريد والتخييل والتجاوز لما هو حسي وعقلي. وفي هذا النطاق، يقول أحمد أوزي :

" يختلف العالم العقلي للمراهق عن العالم العقلي للطفل، إذ إن عالم المراهقة أكثر تناسقا وانتظاما وأكثر معنوية وتجريدا مما يسـمح للمراهق بالاسـتمتاع بالنشـاط العقلي وقضاء أوقات طويلة في التفكير والتأمل في مسائل معنوية كالخير والفضيلة والشجاعة والعدالة ومعنى الحياة. حتى إنه يمكن القول بأن مرحلة المراهقـة هي مرحلة الفلسفـة المعقلنة ، بعد أن كانت فترة الطفولة الأولى فترة الفلسفة الساذجة والبسيطة. فالأسئلة الفلسفية التي يلقيها طفل الرابعة أو الخامسة يجيبه عنها الآباء والمدرسون في جميع الحالات. بخلاف الأسئلة الفلسفية التي تشغل المراهق في هذه الفترة، فهي أسئلة يطرحها على نفسه، ويبحث فيها بقدرته العقلية. لأنه لم يعد ذلك الطفل المتقبل لكل شيء. إن المراهق يطرح للنقاش العقلي المبادىء الخلقية التي تلقاها من قبل، ويتسـاءل عن ضرورتها. كما أنه يتسـاءل عن علل الكون والحياة وعن الدين وقيمته الروحية والاجتماعية. وبقدر ما يناقش المراهق هذه المسائل بالمنطق والعقـل، فإنه يؤكد ذاته ووجوده من خلال هـذا التفكير الذي يشعره بين رفاقه بقيمته. كما يعود إلى ذاته بعد كل نقاش يخوضه وينتصر فيه ليقارن معرفته ووضعه الفكري بوضع الطفولة وسذاجتها. لهذا، يرفض من الآن فصاعدا اعتباره طفلا، فهو على استعداد لمناقشة الأب والاستاذ والصديق، بل وتحدي هؤلاء جميعا إذا لم يعترفوا له بالوجود والقيمة.

ومن خلال تفاعل المراهق مع مختلف أفراد مجتمعه واســتخدامه للامكانيات والقدرات العقلية تتكون اتجاهـاتـه وتتبلور. فمن خلال مختلف المواقف التي يخبرهـا في مجتمعـه تتكون اتجاهاتـه التي تتحكم في ســـــلوكه وتوجهه. لهذا، نجد للمراهق في هذه الفترة وجهات نظره الخاصة التي يتحمس للدفاع عنها في مختلف المجالس والأندية."

وعليه، تتسـم هـذه المرحلـة بقوة الإدراك والملاحظة عنـد المراهق، ونمو قدراته العقلية والمعرفية والكفائية، واتساع دماغه الذهني والعصبي والذكائي، وقدرته على التمثل، والاسـتيعاب، والحفظ، والبرهنة، والتجريب، والتخييل، والإبداع، والتجريد.

وأهم ميزة يتصف بها جان بياجيه أنه نظم مراحل التعلم بشكل دقيق، وحدد بداياتها ونهاياتها الزمنية بشكل علمي مقنن؛ مما جعل كثيرا من الأنظمة التربوية المعاصرة تسترشد بآراء جان بياجيه السديدة، وتستهدي بنظرياته الوجيهة في مجالات التربية، والتعليم، والتعلم، والتكوين.

مراحل النمو المعرفي عند جان بياجيه

ومن هنا، فقد حدد جان بياجيه أربع مراحل نفسية وتربوية متعاقبة ومتدرجة ومتوافقة هي:
  • المرحلة الحسية الحركية: تمتد من لحظة الميلاد حتى السنة الثانية؛
  • مرحلة ما قبل العمليات: تبتدئ من السنة الثانية حتى السنة السابعة؛
  • مرحلة العمليات المادية أو الحسية: تبتدئ من السنة السابعة حتى السنة الحادية عشرة؛
  • مرحلة التفكير المجرد: تبتدئ من السنة الثانية عشرة إلى بداية فترة المراهقة.
ويتوافق التعليم الأولي مع مرحلة ما قبل العمليات الحسية الحركية، أو ما يسمى بالتفكير الرمزي عن طريق اللغة والصور الذهنية. وإذا كانت المرحلة الأولى مرحلة فكرية حسية حركية، تمتد من الميلاد حتى نهاية السنة الثانية، ويعتمد فيها الطفل على مجموعة من السلوكات الفطرية الغريزية؛ مثل: المص والقبض وغيرهما، ويتعلم من البيئة مجموعة من السلوكات والمهارات والتوافقات الحسية البسيطة، ويتعامل مع الأشياء بطريقة حسية وإدراكية بسيطة غيرمركزة أو واعية، فإن المرحلة الثانية من مراحل تطور الطفل تسمى بمرحلة التفكير الرمزي، أو مرحلة ما قبل العمليات العيانية أو الحسية. وتبدأ هذه الرحلة في النصف الثاني من السنة الثانية حتى سن السابعة تقريبا. وفي هذه المرحلة، يبدأ الطفل في تعلم اللغة، والميل نحو التمثيل الرمزي للأشياء، وتكوين الأفكار البسيطة والصور الذهنية، ويتحول تفكير الطفل من صورته الحركية إلى صورة تفكير رمزي غيرمجرد تدريجيا .

ومن هنا، لا بد أن تراعي مؤسسات التعليم الاولي ورياض الأطفال الجوانب النفسية والاجتماعية والتربوية لدى المتعلم، بالاسترشاد بعلم النفس وعلم الاجتماع، وتمثل الطرائق البيداغوجية الحديثة والنظريات التربوية المعاصرة. وفي هذا الإطار، يقول غالي أحرشاو:

"إذا كانت الأسرة هي التي تسهر على تربية الطفل خلال الفترة الممتدة من الولادة إلى سن الثالثة أو الرابعة، فإن مؤسسات التعليم الأولي هي التي تضطلع بهذه المهمة في الفترة الممتدة من الثالثة أو الرابعة إلى حدود السادسة التي تمثل سنا للالتحاق بالسلك الأول من التعليم الابتدائي.

وتتحدد التربية المقصودة - هنا - في جميع أشكال رعاية الطفل الاجتماعية والنفسية والتربوية والمعرفية، والتي تتوزع على هاتين الفترتين؛ بحيث تتكفل الأسرة بتنشئته ورعايته خلال الفترة الأولى، وتسهر مؤسسات التعليم الأولي على تهييئه وإعداده للتعليم الابتدائي أثناء الفترة الثانية. فهي، بالمعنى الذي يوجهها على امتداد هذه الفترة الأخيرة، عبارة عن ممارسة بيداغوجية تحكمها مجموعة من الاعتبارات الموضوعية والمستجدات العلمية، وتؤطرها جملة من الأسس النظرية والمرجعيات السيكولوجية، وتشرطها سلسلة من المرتكزات البيداغوجية والدعامات الإجرائية. وهي بهذا التحديد، حتى وإن كانت تشكل الميدان المعقد الذي يستدعي مقاربة متعددة التخصصات، تشمل بالخصوص علم النفس والتربية والاجتماع، فإنها عبارة عن ممارسة تربوية تحكمها مرجعية سيكولوجية ذات توجه معرفي، تتحدد على التوالي في سيكولوجية نمو المعارف واكتسابها، وفي سيكولوجية التدريس وتعلم الكفاءات

ويعني هذا أنه لا بد من تبني بيداغوجيا تعلمية كفائية متنوعة فعالة ونشيطة، تتعامل مع أفضية لعبية متنوعة، بالاعتماد على الأنشطة الثقافية، والفنية، والأدبية، والرياضية، والموسيقية. فضلا عن بيداغوجيا فارقية تهتم بالفوارق الفردية، وتعنى أيضا بالذكاءات المتعددة. أي: لا بد من الاعتماد على" بيداغوجيا تعددية، يحكمها فضاء تربوي غني ومتنوع، من حيث وسائله البيداغوجية، وموارده البشرية، وغاياته التعليمية. بمعنى البيداغوجيا التي تؤطرها رؤية استراتيجية للواقع وإمكاناته وآفاقه، ويجسدها خيار فكري مدرك لظروفه وأهدافه ومعوقاته."

وهكذا، يتبين لنا أن جان بياجيه قد أرسى نظرياته في التعلم على أسس السيكولوجيا المعرفية التي تهتم بآليات الذهن والمعرفة العقلية وتطور الذكاء الإنساني. كما تميز مشروعه العلمي بتقسيم التعلم إلى مجموعة من المراحل الذهنية: مرحلة الحسية الحركية، ومرحلة ما قبل العمليات المشخصة، ومرحلة العمليات المشخصة، ومرحلة التجريد المنطقي.
تربية وتعليم
تربية وتعليم
تعليقات