📁 آخر الأخبار

المكتبات المدرسية ودورها التربوي


  يؤكد الفكر التربوي الحديث على أن جميع أنواع التعليم ينبغي أن تكون عمليات ترتكز على تكيف الفرد مع العامل الذي يعيش فيه، والعامل كما نعلم في تغير مستمر، والهدف هو رفع قدرة الفرد على التعلم الذاتي حتى يستطيع مواكبة هذا التغيير. فالعملية التعليمية من منظور التجديد التربوي تتجاوز التلقين وتكديس المعلومات، لأن هذه الأخيرة أصبحت سريعة التبدل والتطور، وإذا كان الهدف العام لهذا المنظور هو تعليم المتعلم كيف يتعلم، فإن تحقيق ذلك يتطلب من المربين القيام بالإجراءات التالية :

1 .حث المتعلمين على جمع المعلومات بأنفسهم، بدلا من تلقينها لهم وفرضها عليهم؛
2 .تكليفهم بالقيام بأنواع مختلفة من الأنشطة التربوية والتعليمية؛
3 .تنمية ميولاتهم القرائية لتثقيف أنفسهم، وبناء شخصيتهم، وتوسيع دائرة معارفهم.

  ولإنجاح مثل هذه الإجراءات تم التفكري بجدية في دور المكتبات المدرسية، حيث أصبحت من المرتكزات الأساسية التي تقوم عليها العملية التربوية برمتها، ذلك أن الأهداف الرئيسية للمكتبة هي أهداف المدرسة الحديثة بالذات، التي تسعى إلى تدريب وتعويد التلميذ على التعلم الذاتي والتعلم المستمر.

  ولقد تم تأطير إنجاز المكتبات المدرسية وتفعيل دورها من خلال المذكرة الوزارية رقم 199 بتاريخ 17/10/1991 تحت إسم الخزانة المدرسية، بعد ذلك أبرزت المذكرة الوزارية رقم 187 بتاريخ 1992/12/16 كيفية تنظيم وتسيير المكتبات المدرسية. ليأتي بعد ذلك الربنامج الاستعجالي من خلال املرشوع E1.P12 ليشجع على إنجاز المكتبات المدرسية، ويؤكد على مساهمتها في تفتح التلاميذ وتشجيعهم على المشاركة الفعلية في مختلف أنشطة الحياة المدرسية.

  وقد نصت الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030 في العديد من الرافعات على :
- إعادة الاعتبار للمكتبات المدرسية، ورقية ووسائطية، وتوفير خزانات للموارد موجهة للمتعلمين والفاعلين في الحياة التربوية والثقافية، بحسب الفئات والمستويات العمرية؛
- تمكين المؤسسات التعليمية من المكتبات، ورقية ورقمية، تعزيزا للتمكن من القراءة والكتابة والتعبير، باعتبارها كفايات لازمة للتمكن من اللغات؛
- توسيع شبكة المكتبات ومراكز الموارد على المستوى المحلي والجهوي، مع ربطها بمختلف مؤسسات ومراكز التربية والتكوين والإعلام، وتزويدها بالأطر المتخصصة في التوثيق والتنشيط التربوي والثقافي.
تربية بروف
تربية بروف
تعليقات