أسس تدبير التعلم المعكوس

أسس تدبير التعلم المعكوس

أسس تدبير التعلم المعكوس

التعلم المقلوب أو المعكوس أو البيداغوجية المعكوسة عبارة عن مقاربة بيداغوجية تقوم بقلب طبيعة أنشطة التعلم التي تتم في الفصل الدراسي أو في المنزل، مما يقود إلى تغيير الأدوار التقليدية للتعلم ويجعل الفصل الدراسي المقلوب المتعلمين يراجعون دروسهم في منازلهم حتى تكون الأنشطة التعليمية التعلمية في فصول المدرسة واضحة وملموسة بالنسبة إليهم، وخلال وجودهم في الفصل لن يقوموا سوى بإنجاز تمارين تطبيقية والاكتشافات المتعلقة بالموضوع أي العمل على تعميق الفهم والاستيعاب وتعزيز التعلم.

ينطلق هذا النموذج التعليمي من أن الوقت الثمين المخصص للفصل الدراسي، من الأفضل استخدامه للتفاعل والعمل الجماعي، ومن ثم فهي مقاربة أدمجت في ممارستها العملية العديد من البيداغوجيات مثل البيداغوجية الفارقية، وبيداغوجية الذكاءات المتعددة، والتعلم بالاستكشاف والتعلم بطريقة المشروع، والتعلم الذاتي .... إلخ.

خصائص التعلم المعكوس

تتجلى خصائص الفصل الدراسي المعتمد على التعلم المعكوس كالتالي:
فصل منفتح على المستوى التنظيمي: تنظيم الشروط العامة (المكان الزمن .)
يوظف منهجية منفتحة الاستعداد للتعلم يجعل التلميذ متقدما.
يتصف بالانفتاح على المضمون: إعداد البرامج على مستوى تعليمي منفتح.
انفتاح اجتماعي: تحديد الأهداف مثل تدبير الفصول، ومجمل الدروس ومخطط تعليمي على المدى الطويل، العلاقات الاجتماعية شروط العمل، وضع قواعد، إلخ
انفتاح شخصي : العلاقة بين الأستاذ والتلميذ أو بين التلميذ وزميله.

مزايا البيداغوجية المقلوبة أو المعكوسة

أجمع العديد من الممارسين على توافر هذه البيداغوجية على مجموعة من المزايا:
. تكسب المتعلمين كفايات مفيدة لمتابعة تعليمهم وتكوينهم مدى الحياة
. يغدو المتعلمون بفضل التمرس عليها، قادرين على العمل في فريق
. يتمكن المتعلمون من القدرة على شرح ما فهموه وتعلموه لغيرهم وتفسيره لهم
. يصبح المتعلمون قادرين على التعلم الذاتي باستخدام موارد معرفية مختلفة كالكتب أو الأنترنت أو أي شيء آخر.
. تعود التلميذ والمدرس على السواء على العمل الفردي والاجتهاد
. إنها طريقة تسمح بتشغيل التلاميذ أكثر من أي طريقة تعليمية أخرى، فهي مناسبة للتعلم الذاتي:
. إنها تخفف عبء العمل على المدرس، ولا تجعل منه العارف المنفرد في الفصل الدراسي، فهي تنقل مركز النشاط وفاعلية التعلم إلى التلميذ نفسه.
. تحرر المدرس من العمل الروتيني اليومي في إعداد الدروس وتقلل من أوراق التصحيح لتجعله يبتكر أكثر ويبدع ويستقصي الموارد المعرفية التي يوجه إليها تلاميذه:
. طريقة تجعل المدرس يهتم أكثر بالمتعلمين، ويفعل البيداغوجية الفارقية التي تعترف باختلاف المتعلمين وتعدد أساليهم في التعلم، وفق قدراتهم واستعداداتهم العقلية (أوزي، 1999).

المبادئ الأساسية للبيداغوجية المعكوسة

هذه الطريقة في التدريس تخضع للمبادئ التالية:
. تنظيم الوقت المخصص للعمل
. تحدد أهداف العمل اليومي
. تمارس أشغال تطبيقية
. توظف مشاريع تعليمية تعلمية
حسب بيشيل المبادئ الأساسية التي تحكم هذه المقاربة التعلم من خلال الاكتشاف، وحل المشكلات بالاعتماد الذاتي والقيام بالأنشطة الموجهة.

أجرأة التعلم المعكوس ودور المدرس


في الفصل المقلوب، هناك مرحلتان متتاليتان:
- المرحلة الأولى، من خلالها يتعلم التلميذ درسه في المنزل وفق طرائق وأشكال مختلفة عبر:
. الكتاب المدرسي أو بالاعتماد على وثائق مختلفة
. عرض أشرطة الفيديو أو غيرها :
. استخدام مختلف الأدوات الرقمية
. القيام بقراءات مقترحة من قبل المدرس

- المرحلة الثانية، يحاول خلالها التلميذ في الفصل أن يطبق المعارف المكتسبة في البيت بجهده حيث ينجز أنشطة يقترحها المدرس وفي هذا الوضع التعليمي، فإن الانتباه لم يعد مركزا على المدرس وإنما على التلاميذ الذين يتفاعلون فيما بينهم، ويساعد بعضهم بعضا. ومن شأن ذلك أن يجعل المدرس يركز اهتمامه على التلاميذ الذين يعانون بعض الصعوبات.

الفرق بين بيداغوجية التعلم المعكوس والبيداغوجية التقليدية

البيداغوجية التقليدية

- يقوم المدرس بشرح الحصة الدراسية في الفصول الدراسية.
- يقوم التلاميذ بتدوين ملاحظاتهم والمعلومات الصغيرة أثناء الحصة الدراسية.
- يقوم التلميذ بالإجابة على الأسئلة ومحاولة تطبيق النشاطات بمفرده عندما يذهب إلى البيت.

بيداغوجية التعلم المعكوس

- يتوصل التلاميذ بالدروس على شكل موارد على الأنترنت تكون في الغالب أشرطة الفيديو يشاهدونها أو وثائق أخرى يطلعون عليها في المنزل وبعد ذلك يقوموا بمناقشة هذه الدروس في الحصة الدراسية.
- يقوم التلاميذ بتدوين الملاحظات والأسئلة لمناقشتها في الحصة الدراسية.
- يحضر التلميذ الحصة الدراسية على استعداد نام للإجابة على الأسئلة وتطبيق النشاطات مع التلاميذ الآخرين وبمساعدة المدرس وذلك لأنه فهم الدرس قبل بدء الحصة.

تربية وتعليم
تربية وتعليم
تعليقات