📁 آخر الأخبار

تعريف اضطراب طيف التوحد وأنواعه

تعريف اضطراب طيف التوحد وأنواعه

تعريف اضطراب طيف التوحد وأنواعه

  لقد كانت اضطرابات التوحد تاريخيا لا تتميز عن باقي حالات الاضطراب العقلي أو الفصام الطفولي، وقد ربطها الطبيب. النفسي الأمريكي كانير Kanner عام 1943 بمجموعة من حالات التخلف العقلي التي تتميز باضطرابات قريبة أو شبيهة بالفصام، وبالتالي أطلق عليها مصطلح التوحد، وفي عام 1944 اكتشف الطبيب النمساوي أسبرجر Asperger، أن هؤلاء الأطفال يعانون من أعراض حالات متشابهة يطلق عليها إسم التوحد، ولكن مع تفاوتات على مستوى التشخيص المتعلق بالأعراض النفسية المصاحبة، التي سميت فيما بعد باضطرابات النمو الارتقائي، والذي سوف يجمع مجموعة الاضطرابات التي تدور حول التوحد، والتي سوف تحصر مع أسبيرجر ومع وينك L.Wing  ومع هولين Howlin في أربعة أنماط وهي: اضطراب التوحد Désordre Autistic ، الاضطرابات غير التوحدية Non désordre Autistic، الإسبيرجر  Asperger Syndrome ، واضطرابات النمو غير المحددة Pervasives Troubles développementaux.

  ومن المعلوم أن هذه الاضطرابات كان يعتقد بأنها اضطرابات ذات أصل نورولوجي، وتصل إلى حدود توقف النمو أو تعطله أو اختلاله على مستوى الجوانب اللغوية والمعرفية والانفعالية والاجتماعية، أو حتى فقدانها: مما يؤثر بشكل عميق على نمو الطفل وتطوره، وهذا ما جعل أغلب مراكز البحوث تطلق على هذه الأنواع من الاضطرابات اصطلاح طيف التوحد Autistic Spectrum، حيث توافقت مختلف الدراسات على حصر هذه التمظهرات في خمسة أنواع وهي :
  • التوحد Autisme 
  • متلازمة الأسيرجر Asperger Syndrome 
  • ريتس أو متلازمة الريتس Retts Syndrome
  • اضطرابات الطفولة التحللية Disorders Disintegrative Childhood 
  • اضطرابات النمو غير المحددة Pervasives Troubles développementaux 

تعريف التوحد

تعاريف عامة

  يعتبر تشخيص اضطراب التوحد وغيره من أنواع اضطرابات النمو من أكثر العمليات تعقيدا وصعوبة، وهذا ما يستدعي تكامل مقاربات الأطباء والسيكولوجيين ومتخصصي التواصل واضطرابات اللغة وما إلى ذلك، إن التوحد يعتبر اضطرابا يصيب إمكانات ومهارات الطفل على المستوى العقلي واللغوي والوجداني، الأمر الذي تتعذر معه أحيانا إمكانات التشخيص الطبي والتقييم السيكولوجي.

  وتتعدد أعراض التوحد وتتنوع، إذ من النادر أن تجد طفلين متوحديين متشابهين تماما في الأعراض، وهذا راجع إلى اختلاف وتنوع العوامل المسببة للاضطراب، سواء منها الجينية الوراثية أو النوروفيزيولوجية أو الكيميائية ... إلخ.

 ولا بد من الإشارة إلى أن العوامل المسببة للتوحد غالبا ما ترتبط بالجهاز العصبي الذي يؤثر على الوظائف الجسدية والذهنية والسيكولوجية والسلوكية للطفل، وهذا ما تترتب عنه مختلف مستويات الاضطرابات الوظيفية عند الطفل التوحدي، كما أن بعض الإصابات قد تحدث نتيجة تلوث كيميائي الرصاص والمعادن الثقيلة أو إشعاعي، أو نتيجة إدمان المخدرات والكحول أو التعرض المبيدات حشرية أو أمراض باكتيرية وفيروسية... إلخ "

  وتتنوع المرجعيات العلمية لتعريف التوحد، وتتفاوت بالنظر إلى تعدد مقاربات التشخيص الإكلينيكي لطبيعته.

  يرى هاولين Howlin  " أن التوحد هو أحد اضطرابات النمو الارتقائي التي تتميز بقصور أو توقف في نمو الإدراك الحسي واللغة، ونمو القدرة على التواصل والتخاطب والتعلم والنمو المعرفي والاجتماعي، وتصاحب ذلك نزعة انسحابية انطوائية، وانغلاق على الذات مع جمود عاطفي وانفعالي، بالإضافة إلى بعض أعراض اندماج الطفل التوحدي في حركات نمطية عشوائية غير هادفة لفترات طويلة ومتكررة، أو ثورات غضب عارمة كرد فعل لأي تغيير أو ضغوط خارجية لإخراجه من عالمه الخاص.

  وتعرف الجمعية الأمريكية التوحد بأنه نوع من الاضطرابات التطورية النمائية التي قد تظهر خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، حيث ينتج عن هذا الاضطراب خلل في الجهاز العصبي يؤثر على وظائف المخ والدماغ وعلى مختلف نواحي النمو، مما يؤدي إلى قصور في التفاعل الاجتماعي، وقصور في الاتصال والتواصل أكان لفظيا أم غير لفظي (تأخر النطق أو انعدامه - فقدان الاكتسابات اللغوية سوء التعبير الحركي اللفظي - تكرار وترديد الكلام الذي يقوله الآخرون - عدم القدرة على تسمية الأشياء - عدم إنتاج لغة مفهومة - عدم القدرة على التواصل التبادلي مع الآخرين عدم القدرة على تعبير الطفل عن نفسه ..).

  كما ترى بعض التعريفات الأخرى أن الطفل التوحدي غالبا ما يتميز بالاستغراق غير العادي في التفكير والتأمل المتمركز على نقطة فراغ، كما يتميز بضعف القدرة على الانتباه والتركيز التواصلي، ورفض الدخول في علاقات تفاعلية اجتماعية مع الآخرين". فهو يتجنب تماما التلاقي أو التواصل بالعيون الذي يميز الأطفال من سنه عندما يتحدثون، وغالبا ما لا تبدو على وجهه البسمة أو توقع الفرح ولو عند احتضانه لوالده ولوالدته، مما يعني غياب الترابط والصلة الوجدانية مع أبويه أو أفراد أسرته، وغاليا ما لا يتعرف الطفل التوحدي على الأشخاص المهمين في حياته، أو المتفاعلين معه من مدرسين أو جيران أو رفاق، ولا يعبر عن فرح أو حزن أو غضب.

متلازمة أسبيرجر Asperger Syndrome 

  تتننوع أصناف الاضطراب ضمن دائرة أطياف التوحد كما تحدد سابقا، إلا أنها تلاقي في نمطية المظاهر والأعراض المتشابهة. كما أنها قد تتفاوت بحسب حدة ودرجة الاضطرابات المصاحبة لها، إلا أن هناك نمطا من اضطرابات التوحد الذي لا بد من الوقوف عند بعض خصائصه، وهو ما يسمى بمتلازمة أسبيرجر Asperger Syndrome تعتبر هذه المتلازمة اضطرابا ذا أصل تكويني أو وراثي جيني، ولا يتم الكشف عنه مبكرا، بل بعد فترة نمو قد تمتد إلى أربع أو ست سنوات. وقد تصيب الأطفال ذوي الذكاء العالي أو العادي، ولا يصاحبها أي تخلف عقلي، ولا تأخر في النمو اللغوي والمعرفي.

  كما تتميز بقصورات بسيطة في القدرة على التفاعل الاجتماعي، مع بعض السلوكيات غير المألوفة، مثل عدم القدرة على التواصل غير اللفظي والتعبير عن العواطف أو المشاركة الوجدانية.

  ومن أبرز أعراضها العلاقات الاجتماعية التي غالبا ما تكون فجة، مع صعوبات في استخدام الأدوات اللغوية، وعدم إدراك أو تفهم الآخرين، بالإضافة إلى سرعة الانزعاج عندما تتغير الأعمال الروتينية أو البرامج اليومية، والحساسية الفائقة للأصوات العالية والأضواء القوية والروائح النفاذة، والنزوع إلى الحركات والسلوكات المتكرر. كما يتميز توحد أسبيرجر بالذاكرة القوية لأدق التفاصيل، ولكن مع عدم انسيابية التفكير، وكذلك صعوبات كثيرة في فهم واستيعاب ما يقرؤه أو يسمعه، مع نزوع نحو العلوم والحساب، كما يظهر في سلوكاته الجسدية نوع من التعامل والاهتزاز والتحرك إلى الأمام أو الخلف وحركات لا إرادية بالرأس أو اليد أو الأرجل.

  وبدون الدخول في تفاصيل تشخيصية حول هذا النوع من التوحد الموجود في المدرسة أحيانا بدون الوعي بخصوصياته. يمكن التأكيد على أن هؤلاء الأطفال قد يتميزون بمؤهلات وقدرات عالية في التعلم والاكتساب، في مجالات محددة مثل (المواد العلمية : رياضيات / علوم)، أو (المواد ذات الصلة باللغات). 
  يستخلص من التعريفات السابقة أن اضطراب التوحد يتميز بالتفاوت من حيث السببية، والانتماء إلى نمطيات قد تكون متقاربة من حيث توصيف الأعراض وتصنيف المظاهر السلوكية التي يعرفها الطفل التوحدي. وهكذا يمكن إجمال مختلف التعريفات فيما قدمته المنظمة العالمية للصحة كتعريف دولي لاضطراب طيف التوحد.

تعريف المنظمة العالمية للصحة

  تعرف المنظمة العالمية للصحة التوحد على أنه عبارة عن اضطراب نمائي يظهر في السنوات الأولى من عمر الطفل. ويؤدي إلى خلل في التواصل اللغوي والتبادل الاجتماعي وكذلك مختلف تمظهرات النمو النفسي والاجتماعي للطفل.

  وعلى أساس التعريفات العامة السابقة، والتي حددت من خلالها مختلف أبعاد التصنيف المميزة لأطياف التوحد عموما. ولمتلازمة أسبيرجر بشكل خاص، فقد تم تحديد المستويات المرجعية للتعريف الممكن اعتماده مؤسساتيا لإعاقة التوحد. باعتماد أهم خصائصها وأعراضها العامة، ومن هنا يمكن الانتقال إلى ضبط مختلف المستويات التي يجب مراعاتها عند بناء المقاربات التشخيصية المدرسية، من أجل تسجيل الطفل بالمدرسة، أو الانتقال إلى التشخيصات السيكوبيداغوجية التي يمكن اعتمادها لبناء مشروعه البيداغوجي الفردي من أجل الدمج. وفيما يلي أهم الخصائص التي تميز الطفل التوحدي على المستويات الجسدية والعقلية والوجدانية والتواصلية الاجتماعية.
تربية بروف
تربية بروف
تعليقات