الخصائص السيكونمائية المرتبطة بالطفل في وضعية إعاقة
يمكن التأكيد على أن هذا المبدأ يعتبر أساسيا بالنظر إلى عامل التفاوت بين أنواع الإعاقات وخصوصياتها وتمظهراتها من جهة، وبين طبيعة الحاجيات الداعمة وحاجيات التعلم المتعلقة بكل إعاقة على مستوى نمو الطفل من جهة أخرى. بالإضافة إلى المتغيرات المتعلقة بالشروط الموضوعية (الاقتصادية والثقافية، والاجتماعية الأسرية).
وفي هذا الإطار، لا يمكن المراهنة على حدود للتشابه أو المقارنة بين طفلين في وضعية إعاقة متمدرسين بقسم التربية الدامجة (CEI)، ولو كانا من نفس الإعاقة، وحتى من نفس الدرجة، مما يعني أن كل طفل متمدرس هو حالة خاصة متفردة ومتميزة عن غيرها. لذلك كان لزاما الاستئناس بمبادئ البيداغوجيا الفارقية.
إن الحديث عن كون كل طفل في وضعية إعاقة حالة متفردة تماما كباقي الأطفال الآخرين الذين يسري عليهم هذا المبدأ، يدفع أيضا إلى ضرورة ممارسة بيداغوجية إيجابية تنظر إلى إمكانيات ذلك الطفل قبل الانتباه إلى قصوراته. إن كل طفل، كيفما كانت إعاقته أو اضطرابه، يمتلك منطقة من المعارف والقدرات والإمكانيات المكتسبة التي تسمح بظهور منطقة مجاورة يمكن بلوغها إن مورست الوساطة الناجعة من طرف المتدخلين.
إنه من الضروري الوعي أيضا بأن لكل طفل في وضعية إعاقة زمنه التعلمي الفردي وإيقاعاته الخاصة حسب درجة الإعاقة ونوعيتها والقصورات التي تميزها، مما يستلزم تكييف مكونات الهندسة البيداغوجية للتعلمات مع تلك الإيقاعات.
إن هذه الاعتبارات المشار إليها، تستلزم من الممارسة البيداغوجية الدامجة ما يلي:
- التشخيص الدقيق لحاجيات التعلم، خاصة التعلمات الداعمة، لكل طفل في وضعية إعاقة، وذلك من أجل الوقوف على درجة الاضطراب أو الإعاقة، مع ما يوازي ذلك من رصد للإمكانيات والقدرات المتوفرة لديه، ومن ثم ضبط مجالات التدخل التي يمكن أن يعتمدها المدرس والفريق المتعدد الاختصاصات عند بناء وإعداد مخطط وهندسة التعلمات الخاصة به المشروع البيداغوجي الفردي PPI).
- التوفيق بين الحاجيات المشخصة ومرجعية الكفايات الأساس والأهداف التعلمية والاكتسابية، إذ تشكل كفايات المستوى التعليمي مرجعية وفقا لها تحدد مستويات التحقيق بالنسبة لكل طفل في وضعية إعاقة، ويعمل المشروع البيداغوجي الفردي على ترجمة المستوى المأمول أن يبلغه انطلاقا مما يملك ومما لا يملك (إمكانياته، قصوراته).
- التكييف والملاءمة بين طبيعة مجالات ومضامين التعلمات الأساس والتعلمات الداعمة المقترحة ضمن الهندسة المنهاجية الفرعية.
- ضبط أنواع التعلمات الداعمة التي تبرز حاجة الطفل لها من أجل اكتساب باقي التعلمات، وهنا تجدر الإشارة إلى أن مختلف مكونات التعلمات الداعمة المقترحة في كل هندسة منهاجية فرعية يجب أن ترتبط بالمقابل مع شروط إنجاح التعلمات الأساس في المدرسة، ذلك أن كل تعلم أساس يفترض اكتساب تعلمات داعمة كقاعدة لتحققه وانبنائه.
- الربط بين التقويم والكفايات المسطرة في المشروع البيداغوجي الفردي، إذا ليس من المنطقي تحديد أهداف معينة بناء على تشخيص المدخلات الطفل ومحاسبته في التقويم خاصة الإجمالي، على مدى تحقق أهداف سطرت للآخرين (أطفال عاديين).
اكتب تعليق على الموضوع