الأنشطة المندمجة تعريفها، أهدافها، ومجالاتها
تعريف الأنشطة المندمجة
الأنشطة المندمجة هي أنشطة تتكامل مع الأنشطة الفصلية بفضل مقاربة التدريس بالكفايات، تسعى إلى تحقيق أهداف المنهاج، وتعطي هامشا أكبر للمبادرات الفردية والجماعية التي تهتم أكثر بالواقع المحلي والجهوي» (دليل الحياة المدرسية»، 2008)، فالأنشطة المندمجة أنشطة تربوية ذات طابع تفتحي داعم للأنشطة الفصلية، يعتمد على تنمية البعد الثقافي والإبداعي لدى المتعلمين بغاية ترسيخ الحس الجمالي والفضول المعرفي وقيم المواطنة والعيش المشترك، ويشمل أنشطة التربية على حقوق الإنسان والمواطنة والأنشطة الثقافية والفنية والإعلامية والرياضية والتربية البيئية والتنمية المستدامة، والتربية الصحية ...ينطلق هذا التعريف من كون التنشيط التربوي وسيلة لإكساب التلميذ كفايات ثقافية واجتماعية تغني شخصيته وتيسر له الاندماج الاجتماعي، فيلعب بذلك دورا أساسيا في التنشئة الاجتماعية من خلال تنمية روح المسؤولية والاستقلالية. ويقصد بالمسؤولية والاستقلالية في السياق المدرسي قدرة التلميذ على بناء الأحكام والمواقف بناء عقليا :
- المسؤولية: تدل على قدرة التلميذ على تبني أفعاله والاعتراف بأخطائه والعمل على تصحيحها والوعي بواجباته وحقوقه. وتتجلى أهمية المسؤولية لدى التلميذ في قدرته على الوعي بكونه شخصا يدرك العلاقة بين تفكيره ومواقفه وأفعاله، مما ينعكس على سلوكه بوصفه تلميذا يبني مشروع حياته انطلاقا من هدف ومعرفة بشروط تحقيق ذلك الهدف وتبدأ فكرة المشروع من مختلف الأهداف التي يكون على التلميذ تحقيقها في حياته المدرسية من نجاح في التعلم وفي اختيار المسار الدراسي. إضافة إلى ذلك، تنمو فكرة المسؤولية تجاه الجماعة من فكرة الانتماء (القسم المدرسة، الأسرة، المجتمع، إذ يحتاج التلميذ إلى رابط يجعله جزءا من كل يتفاعل معه.
يمثل الشعور بالمسؤولية إذن شرطا أساسيا للعيش داخل الجماعة على نحو يسود فيه الحوار وتجد فيه القيم الأخلاقية والمبادئ القانونية دلالتها.
- الاستقلالية: تدل على قدرة التلميذ على اتخاذ القرارات بنفسه وتحديد اختياراته بناء على تقدير صحيح للواقع ولإمكانياته الذاتية وهي تتوقف على اكتساب الوسائل التي تمكنه من المعرفة والتفكير والإبداع والقرار. فلكي يستطيع التلميذ النمو كشخص فاعل، لا بد له من بناء قدرات ذاتية في التفكير والعمل.
- الاستقلالية: تدل على قدرة التلميذ على اتخاذ القرارات بنفسه وتحديد اختياراته بناء على تقدير صحيح للواقع ولإمكانياته الذاتية وهي تتوقف على اكتساب الوسائل التي تمكنه من المعرفة والتفكير والإبداع والقرار. فلكي يستطيع التلميذ النمو كشخص فاعل، لا بد له من بناء قدرات ذاتية في التفكير والعمل.
أهداف الأنشطة المندمجة
تهدف الأنشطة المندمجة إلى تحقيق ثلاثة أنواع من الأهداف أهداف ذات طبيعة ذاتية وأهداف ذات طبيعة اجتماعية وأهداف منهجيةعلى المستوى الذاتي:
يسمح انخراط التلاميذ والتلميذات في الأنشطة المندمجة بتقوية ملكات ومهارات شخصية واجتماعية. فالنشاط الثقافي والفني والرياضي يشجع روح المبادرة والإبداع، ويعزز الثقة في النفس والرغبة في النجاح، ويفسح المجال الإنجاز عمل يعبر عن رغبة ومجهود والتزام. كما أن الممارسة الإبداعية، مهما كان مجالها، تمكن المتعلمين والمتعلمات من بناء قدرات معرفية ووجدانية واكتشاف مواهبهم وطاقاتهم والتعبير عنها. ويمثل المنتوج الفكري أو الانجاز الفني أو الرياضي تجسيدا لقيمة التلميذ من خلال تثمين إبداعاته الفكرية والفنية والرياضية والاعتراف بها.على المستوى الاجتماعي:
تتيح الأنشطة المندمجة بناء روابط قوية داخل الجماعة، وذلك عن طريق خلق فضاءات للتبادل والتفكير الجماعي والحوار ووضع مبادئ وقواعد للعمل ضمن الجماعة. فهي فرصة للتعبير عن رؤية فردية يتم بناؤها من خلال التفاعل مع الآخرين. وكلما ترسخ العمل الثقافي والرياضي داخل المؤسسة التعليمية كلما زادت فرص بناء الجماعة على أسس التبادل والتعاون والتواصل الحر والتفكير المشترك واحترام الغير. وهذا من شأنه تنمية حس العمل الجماعي والالتزام تجاه الجماعة.على المستوى المنهجي
تمثل الأنشطة المندمجة لحظة تعلم، فأهمية ممارسة نشاط فكري أو رياضي تكمن في تعلم التعرف عن أفكارنا وأحاسيسنا والتعبير عنها. وهذا يقتضي التمييز بين الفكرة والرغبة والمشروع. إذ يمر التلميذ من مرحلة التفاعل مع واقعة موضوعية أو ذاتية إلى مرحلة بناء سيرورة للتعبير عنها وإنجاز عمل حولها. غير أن تحديد معالم هذا العمل ومضمونه يحتاج إلى منهجية وخطوات عملية وامتلاك أدوات تعبيرية وتقنيات مختلفة.هكذا تتحول الفكرة إلى مشروع يتم بناؤه بالتدريج، وهنا يكمن دور المدرس أو المنشط، فتعلم العمل بالمشروع بما يتطلبه من تنظيم وعقلنة، يعتبر هدفا أساسيا لكل نشاط تربوي.
مجالات الأنشطة المندمجة
تتوزع الأنشطة المندمجة بين أنشطة فردية وأخرى جماعية، حسب طبيعتها وكيفية إنجازها والهدف منها. وسواء كانت الأنشطة فردية أم جماعية فهي تندرج في سياق شامل يحدده برنامج متكامل ومنسق يمكن التمييز بين أربعة مجالات كبرى حسب نوع الأنشطة التي تفترضها:- مجال الفكر والإبداع الفني
- مجال المشاريع العملية
- مجال الرياضة.
يتسم العمل في النوادي بالاستمرارية إذ يشكل النادي فضاء لاستقبال التلاميذ والتلميذات وإدماجهم في سيرورة متواصلة. إن التبادل والتعلم المشترك والانفتاح على الجماعة كلها أمور يتيحها النادي، فضلا عن كونه مجالا لتأطير المشاريع الفردية والجماعية.
يبين الجدول التالي الترابط بين الأنشطة ومجالاتها وأطر إنجازها:
اكتب تعليق على الموضوع