مقاربات ديناميكية الجماعات وكيفية تطبيقها في المجال التربوي

مقاربات دينامية الجماعات وكيفية تطبيقها في المجال التربوي

مقاربات ديناميكية الجماعات وكيفية تطبيقها في المجال التربوي


مقاربات ديناميكية الجماعات

يمكن الحديث عن مقاربات عدة تناولت ظاهرة دينامكية الجماعات بالدراسة والتحليل إما فهما وتفسيرا، وإما تفكيكا وتركيبا ، والغرض من ذلك معرفة مختلف التفاعلات ومجمل القوى التي تتحكم في الجماعات ، وتسهم في تفعيل تنظيمها الداخلي الذاتي سلبا وإيجابا.

ومن هذه المقاربات يمكن الحديث عن المقاربة الدينامية مع كارل ليفين ( Lewin)، ولبيت ( Lipitt) وویت (Whyte) والمقاربة التفاعلية مع مورينو وباليس وهومانس والمقاربة السيكولوجية مع بيون (Bion ) ، وأنزيو، وفرويد ، وكلاين وباجيز (Pages) والمقاربة السوسيولوجية مع موسكوفيسي وتاجفيل وأولمستبد والمقاربة المؤسساتية مع جورج لا باساد ( Lapassade).....

ويتضح - من خلال المقاربات السابقة أن ثمة ثلاثة أصناف من المناهج التي طبقت على دينامكية الجماعات هي: المناهج التجريبية، والمناهج الإكلينيكية، ومناهج التحليل النفسي.

كما طبقت الأبحاث والنظريات السيكو - اجتماعية في مجال ديناميكية الجماعات، إما على جماعات طبيعية واقعية، واما على جماعات اصطناعية مختارة بشكل انتقائي من أجل البحث وتطبيق الفرضيات، كما هو الحال مع كورت لفين.

كيف تطبق ديناميكية الجماعات في المجال التربوي؟

يبدو أن ديناميكية الجماعة منهجية مهمة في علاج الكثير من الظواهر النفسية الشعورية واللاشعورية. كما أنها تقنية تنشيطية مهمة يمكن الاستعانة بها في أثناء العملية التعليمية التعلمية وطريقة فعالة في التنشيط التربوي والفني، وإجراء منهجي للتحكم في التنظيم الذاتي للمؤسسة .

ومن المعلوم أن المدرسة تضم جماعات الفصول التي قد تكون جماعات صغرى من التلاميذ لا تتجاوز اثني عشر فردا، أو جماعات كبرى تتجاوز ثلاثين فردا. كما تضم جماعة التكوين أو التأطير التي تتكون من المربين والمدرسين الذين يقومون بمهمة التعليم والإرشاد التربوي. وتضم أيضا جماعة المهمة أو التسيير الإداري التي تتكون - بدورها من المدير، والناظر، والحراس العامين، ومساعديهم، والأعوان وهيئة الاقتصاد والملحقين التربويين، وهؤلاء يشرفون على تسيير المؤسسة، وتفعيلها إداريا ، وتنفيذ التعليمات الوزارية في مجال التوجيه الإداري. ويعني هذا أن المدرسة خاضعة لقوانين ديناميكية الجماعات لوجود علاقات إنسانية وتفاعلات مضمرة وبارزة داخل النسق المدرسي بين الإدارة والمدرسين والتلاميذ. وقد تكون العلاقات داخل هذا النسق بالذات إيجابية قائمة على التوافق والتعاون والتشارك قصد الإبداع والابتكار، وتطوير الكفاءات الشخصية ، وتنمية القدرات الذاتية للفاعلين الديناميكيين قصد التكيف مع الواقع الموضوعي، والإجابة عن الوضعيات والمشاكل المطروحة خارجيا وداخليا، وقد تكون العلاقات سلبية مبنية على الصراع، والنبذ والتناحر ، والتنافس غير المشروع.

ومن هنا، يخضع النسق الجماعي، في عملياته التواصلية لثلاث قيادات أو سلط - حسب كورت لفين :

قيادة ديمقراطية: تساعد على الإبداعية والابتكار وتحقيق المردودية والإنتاجية، سواء أكان ذلك في غياب الأستاذ المؤطر أو المشرف الإداري أم في حضوره في الميدان ، وبالتالي، تسهم هذه القيادة كذلك في بروز تفاعلات إيجابية بناءة كالتعاون والتوافق، والاندماج.

القيادة الأوتوقراطية: هي التي ترتكن إلى استعمال العنف والقهر والتشديد في أساليب التعامل فينضبط الجميع في حضور القائد، ولكنهم يتمردون في حالة غيابه. وفي هذه الحالة، تقل الإنتاجية والمردودية ، وتتحول المؤسسة إلى ثكنة عسكرية، ويصعب تطبيق مبادئ نظرية تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها : نظرا لوجود قيم سلبية كالتنافر ، والنبذ، والتناحر والتوتر.

القيادة السائبة: هي تلك القيادة القائمة على فلسفة" دعه يعمل" . وبالتالي، فهي قيادة فوضوية  لا تساعد على تحقيق المردودية والإنتاجية في غياب القائد أو حضوره، وتزرع في نفوس المتعلمين قيم الاتكال والعبث واللامسؤولية.

وبناء على هذا، نستشف أن النهج الديمقراطي يساعد على نمو الجماعة، وتطورها بشكل إيجابي فعال. لذا، على رجال الإدارة والمدرسين الأخذ بالقيادة الديمقراطية لتحقيق النجاح الحقيقي، وتحقيق الجودة البناءة، وإضفاء النجاعة على أنشطة التسيير والتأطير.

وإذا عدنا إلى القسم ، فمن الأفضل أن يقسم الأستاذ تلاميذ الفصل إلى جماعات منذ بداية السنة الدراسية، فيسميها باسم معين، ويوزع عليها لائحة مكونة من العروض ومجموعة من الأنشطة والإنجازات والأبحاث قصد تنفيذها بطريقة جماعية، ومن أجل إدماج جميع التلاميذ في جماعات دراسية صغرى لحل المشكلات، وإنجاز الأعمال ضمن وضعيات متدرجة من السهولة إلى الصعوبة بتسطير مجموعة من المدخلات والمخرجات عبر مجموعة من العمليات والسيرورات البيداغوجية والديدكتيكية.

تربية وتعليم
تربية وتعليم
تعليقات