توجيه منهجي للمقبلين على الاستحقاقات المهنية

لا شك أنكم أبليتم البلاء الحسن في الاستعداد لهذه الاستحقاقات فاطلعتم على المعارف المرتبطة بالتخصصات وتعرفتم على المبادئ الأولية للبيداغوجيا، كما كانت لكم فرصة لتلمس مرتكزات الديدكتيك العامة والخاصة. وبهذه المناسبة أحيي المجتمع المدني التربوي الذي تجند لاحتضانكم وتوجيهكم وتأطيركم عبر الدورات التكوينية واللقاءات والندوات والتدوينات التي عمت ربوع الوطن. وإن كان لكل تلك المعارف التربوية والمهارات الديدكتيكية التي اكتسبتموها أهمية كبرى في اجتياز المباراة، فإن الجانب المنهجي في تدبير هذه المعارف والمهارات تبقى له الكلمة الفصل في توفق هذا المرشح أو ذاك في هذا الاستحقاق، وفي هذا الإطار يندرج توجيهي هذا.

1- يعتبر الزمن المخصص لكل مادة متغيرا أساسيا من متغيرات المباراة، وحسن تدبيره من العوامل الأساسية للنجاح، ولذا فاعتماد استراتيجيات صحيحة في الإجابة على أكبر عدد من الأسئلة يعد مدخلا أساسيا، وسواء كانت الأسئلة المطروحة مفتوحة أو مغلقة أي أنها اختيار من متعدد، أو ربط، وهذا النوع من الأسئلة رغم أن لكل اختيار قدرة تمييزية إلا أن من يركز جيدا على فهم السؤال فإنه يستطيع حصر الجواب في عدد قليل من الاختيارات واستبعاد أخرى، ومن تم ومن خلال العودة إلى قراءة السؤال مرة ثانية يمكن أن يميز الإجابة الصحية ويتأكد منها بعض أسئلة الاختبار قد تتطلب من المترشح وقتا للتفكير والتركيز، ينصح بتجاوزها وتمييزها بعلامة للعودة إليها إذا سمح زمن المباراة بذلك، والمرور للإجابة على الأسئلة التي قد يمتلك المترشح الإجابة عنها من خلال ما راكمه من معارف خلال المتهيئ ثم العودة للإجابة عن الأسئلة التي تطلبت التركيز واحدا واحدا.

2- بالنسبة للأسئلة المفتوحة، سواء تعلق الأمر ب: (الوضعية المهنية أو علوم التربية وديد كتيك مواد التخصص) المعارف المرتبطة بمواد التخصص حسب السلك وحسب المباراة ينصح بأخذ الوقت المناسب لفهم السؤال، ثم تحديد المطلوب فهم السؤال ليس هو تحديد المطلوب من السؤال، إلا أن فهم السؤال مدخل التحديد المطلوب من السؤال، المطلوب من السؤال يقصد به ما الذي يجب على ذكره أو طرحه أو إيراده لكي أكون قد أجبت عن السؤال. فقد يفهم مترشحان السؤال فهما كاملا، ويجيب أحدهم بطريقة صحيحة بينما يجيب الثاني جوابا يجانب المطلوب

3- الحرص على أن تكون الإجابة في الأسئلة المفتوحة جد مركزة استعمال القدر المناسب من العبارات والكلمات للتعبير عن الفكرة دون حشو ولا إطناب ولا تنميق، أولا اقتصادا في زمن الإجابة، ثانيا تجنبا لتعويم الأفكار وجعلها غير بارزة ولا واضحة للمصحح.

4- قد يطلب من المترشح بسط مقطع تعلمى في بعض التخصصات، غالبا ما يستهدف من السؤال الوقوف على مدى تمكن المترشح من المعارف الأساسية الأولية في تخطيط أو تدبير أو تقويم مقطع تعلمي، ولذا فتركيزه على المراحل الأساسية بإيجاز يكون كافيا في الكثير من الأسئلة ليكون الجواب مكتمل الأركان.
5- إن التركيز في التفكير في الأسئلة وبلورة الإجابة الصحيحة هو أقصر طريق للوصول للإجابات الصحيحة وهو أسلم للمترشح والمترشحة والأضمن للإجابة على أكبر عدد من الأسئلة، عكس إضاعة الوقت في البحث عن الجواب عند الجيران، أو عبر الإبحار في خوف و تردد وتخفي عبر الهاتف، الذي قد لا يعطي إجابة مناسبة لسياق السؤال وقد تجعل المصحح يكتشف شذوذ الإجابة فيزدري الورقة وصاحبها.

في الختام أتمنى لكم التوفيق، وأنصحكم بالهدوء والتروي والاعتماد على النفس. فكم هو جميل أن تجد نفسك ضمن الموفقين ولا يؤنبك ضمير على فعل مشين قد ارتكبته في الاختبارات أو المباراة.

بقلم المفتش التربوي عبد الغني اسليماني