الدعم الوقائي: تعريفه وأهدافه

الدعم الوقائي: تعريفه وأهدافه

ما هو التعثر الدراسي؟
ما هو الدعم البيداغوجي؟
ما هو الدعم الوقائي؟
ما هي أهداف الدعم الوقائي؟
الدعم الوقائي
إن بناء استراتيجية تقويمية ناجعة واستثمار نتائجها بشكل فعال ومثمر يبقى قاصرا دون انخراط المدرس في بلورة خطة داعمة تصحيحية تروم تجاوز مكامن الضعف والقصور التي تعتري تعلمات جماعة الفصل وتعزيز مواطن القوة كذلك. فالتقويم والدعم عمليتان متلازمتان متکاملتان ضمن حلقة الفعل التعليمي التعلمي. فإذا كان الأول بمثابة الجهاز الذي يزود المدرس بمؤشرات كمية ونوعية عن سيرورة عملية التعليم والتعلم. ويرصد التعثرات والصعوبات التي تعيق تحقيق الأهداف والكفايات المنشودة، فالثاني يسمح بتدارك ومعالجة تلك التعثرات والصعوبات لدى المتعلمين بما يمكنهم من مسايرة أنشطة التعليم والتعلم بشكل فعال وناجع ويقوي فرص نجاحهم.

قبل التطرق لموضوع الدعم الوقائي، بات من اللازم تقديم بعض التعاريف الإجرائية:

التعثر الدراسي
التعثر الدراسي هو إخفاق مؤقت للمتعلم في تحقيق إنجاز مرتبط بتعلم منعزل ومحدود من حيث الزمن والموضوع، قابل للتصحيح والمعالجة بحيث يستطيع أن يتغلب عليه بفضل مجهودات ذاتية أو تدخلات خارجية مساعدة.

الدعم البيداغوجي
من بين التعاريف المتداولة للدعم البيداغوجي، نجد ما يلي:
- مجموعة من الوسائل والتقنيات التربوية التي يمكن اتباعها داخل الفصل ( في إطار الوحدات الدراسية) أو خارجه، (في إطار المدرسة ككل) لتلافي بعض ما قد يعترض تعلم المتعلمين من صعوبات (عدم، فهم، تعثر، تأخر ...) تحول دون إبراز القدرات الحقيقية، والتعبير عن الإمكانات الفعلية المتاحة.
- مجموعة من الأنشطة والوسائل والتقنيات التي تعمل على تصحيح تعثرات العملية التعليمية التعلمية لتدارك النقص الحاصل في العمليتين. وتقليص الفارق بين الأهداف والنتائج المحصلة.
- نشاط تعليمي تعلمي يسعى إلى تدارك النقص الحاصل لدى المتعلمات والمتعلمين، خلال عملية التعلم، وهو مرحلة مهمة في العمل التعليمي تأتي بعد مرحلة التقويم : إذ بدونه يمكن للتعثرات أن تتحول إلى عائق أو عوائق حقيقية تحول دون تنمية المفاهيم والمعارف و المهارات والقدرات .... حيث يصبح المتعلم (ة) عاجزا(ة) عن مسايرة التمدرس. وهو ما يؤدي إلى الفشل والهدر المدرسي. كما يمكن أن يكون الدعم استجابة وتدعيما لمواطن التفوق والقوة التي يرغب المتعلم في تعزيزها، سواء كانت فنية أو علمية أو أدبية أو رياضية ..

انطلاقا من التعاريف السابقة، يمكن بلورة تعريف تركيبي لمفهوم الدعم البيداغوجي كالتالي:
الدعم البيداغوجي هو مجموعة من التدخلات والعمليات والإجراءات في شكل انشطة تكميلية أو تصحيحية، تلي مرحلة التقويم تستهدف تمكين المتعلمات والمتعلمين المتعثرين دراسيا من تجاوز الصعوبات الذاتية والموضوعية التي تواجههم أثناء العملية التعليمية التعلمية، حتى يتأتى لهم متابعة دراستهم بصورة طبيعية وبالتالي وقايتهم من الرسوب والفشل الدراسي.

وكما سبقت الإشارة، فالدعم يقوم استنادا على عملية تقويمية تشخيصية هدفها مقارنة النتائج المرجوة بالنتائج الفعلية للتعلمات ورصد الاسباب التي ساهمت في حصول فوارق. ويمكن لعمليتي التشخيص والدعم أن تتم قبل انطلاق العملية التعليمية التعلمية لتمكين المتعلمين من المكتسبات التعليمية الضرورية لمواكبة التعلمات اللاحقة بدون صعوبات: إنه الدعم الوقائي.

 ويمكن أن تتما ايضا خلال سيرورة الفعل التعليمي التعلمي لتمكين غالبية المتعلمين من المواكبة والمسايرة لتجنب نتائج سلبية في آخر العملية التعليمية التعلمية: إنه الدعم التتبعي.
كما يمكن للتشخيص والدعم أن يأتي في آخر المقطع أو الدرس والوحدة الدراسية: إنه الدعم التعويضي أو العلاجي.

مسار وقائي توقعي
 في البداية: تشخيص الصعوبات التي تواجه المتعلم، والعمل على اقتراح كيفية معالجتها.

مسار تتبعی
متابعة دائمة للمتعلم ومستوى تقدمه قصد التدخل من أجل تعويض النقص والضبط والتوجيه.

مسار علاجي
علاج الثغرات في ضوء النتائج النهائية التي تم التوصل إليها لتقليص الفروق وتحسين المستوى.

انطلاقا من التمايزات السابقة بين وظائف الدعم يمكن تقديم تعريف للدعم الوقائي، كما يلي:

الدعم الوقائي، وكما يدل عليه اسمه، إجراء بيداغوجي له ارتباط وثيق بالتقويم التشخيصي، يروم الوقاية من التعثر قبل بدء عملية التعليم والتعلم، يقوم المدرس من خلاله بتدخلات وإجراءات داعمة ووقائية في حالة رصد ثغرات يمكن أن تعطل عملية اكتساب المتعلمين المفاهيم وتقنيات ومضامين جديدة.

أهداف الدعم الوقائي
لا تختلف أهداف الدعم الوقائي عن أهداف الدعم البيداغوجي عموما، وتتجلى في:
- تجاوز مكامن النقص ومعالجة كل أشكال التعثرات التي يعاني منها المتعلمون والتي يمكن أن تساهم في تعطيل اكتسابهم المعارف ومفاهيم جديدة.
- تيسير استئناف تعليمات جديدة بشكل موفق وبصعوبات أقل
- الوقاية من الهدر المدرسي بكل مظاهره التكرار، الانقطاع التسرب ..
-تيسير عملية الربط بين التعلمات السابقة المكتسبات و التعليمات الجديدة.
- تيسير اندماج المتعثرين أو الذين يبدون بعض النقائص ضمن جماعة الفصل وتمكينهم من التعلم والاكتساب بشكل سلس وبالتالي خلق قسم مندمج ومتوازن على مستوى التعلمات والمعارف.

الفروق الفردية والتفاوت في التحصيل
تتنوع المقاربات التي تتناول العوامل المؤثرة في الفروق الفردية والتفاوت في التحصيل الدراسي، ويمكن التمثيل بالبيداغوجيا الفارقية، وبيداغوجيا الخطأ، ونظرية الذكاءات المتعددة.

سيتم التركيز في هذا الجانب على بيداغوجيا الخطأ كمقاربة لدراسة الفروق بين عناصر جماعة الفصل على المستوى المعرفي على اعتبار أن الأخطاء المرتكبة تعد إحدى المؤشرات على وجود تفاوتات وتمايزات بين المتعلمين.

بيداغوجيا الخطأ
تعريف
تعطي" بيداغوجيا الخطأ قيمة خاصة للخطأ في مسيرة التعلم، حيث تعتبره لحظة هامة في انطلاق المعرفة وبنائها. تعترف هذه البيداغوجيا بحق المتعلم(ة) في التعلم بالمحاولة والخطأ، بحيث يصوغ الفرضيات ويجرب ويقيس ويستنتج ويعمم ويجرب الحلول، وهو ما يجعله يستكشف أخطاء، وبتعرفها ويعمل على تصحيحها والاستفادة منها دون خوف من عقدة الخطأ.

مفهوم الخطأ
التصور البيداغوجي التقليدي: الخطأ سلوك مخالف للصواب، ومؤشر على فشل التعليم والتعلم لذا تجب محاربته للتخلص منه وهو ما يجعل المتعلم(ة ) يحس بالدونية وعدم الثقة بالنفس.

التصور البيداغوجي الحديث: الخطأ معرفة غير مكتملة، ومرحلة من مراحل سيرورة التعلم وحل المشكلات وفعل يفتح الطريق للوصول إلى الحقيقة ( فريني)، ويشكل نقطة انطلاق المعرفة لكونها لا تنطلق من الصفر ( باشلار).

تحليل الأخطاء
- تفريغ نتائج المتعلمين وتصنيفها
- البحث عن أسباب الأخطاء عدم التحكم في موارد قبلية ضرورية، أخطاء منتظمة شائعة خلط بين القواعد والمفاهيم، عدم القدرة على تطبيق....
- تشكيل مجموعة التلاميذ حسب صنف الخطأ.
تربية وتعليم
تربية وتعليم
تعليقات