نقدم لكم من خلال هذا الموضوع بموقع تربية بروف، مفهوم التقويم وأنواعه ووظائفه ومجالاته.
1- مفهوم التقويم
يمكن تعريف التقويم لغة بأنه تقدير الشيء وإعطاؤه قيمة ما، والحكم عليه، وإصلاح اعوجاجه.وأما اصطلاحا فقد تعددت التعاريف بتعدد الباحثين والبيئات التربوية التي يمارس فيها، ومن أهم التعاريف نذكر:
أ- يشير Ronald LEGENDRE إلى أن المعنى العام للتقويم هو : "إصدار حكم كيفي أو كمي على قيمة شخص أو موضوع أو سيرورة أو وضعية، وذلك بمقارنة الخصائص الملاحظة مع قواعد معروفة، وانطلاقا من معايير واضحة، بهدف توفير معطيات صالحة لاتخاذ قرار حول المسار المعتمد لبلوغ غاية أو هدف. وأما المعنى (الدوسيمولوجي) فيعني تقدير القيمة الكلية لنظام تكوين أو لدرس "
ب - يرى دوكيتيل أن التقويم هو : "جمع المعلومات من إنتاج المتعلم، قصد فحص درجة توافقها مع مجموعة من المعايير والمؤشرات بهدف أخذ قرار.
ت- ويعرف G. DELANDSHER التقويم بأنه: "تقدير بواسطة نقطة" وبتحديد أدق، يمكن تعريفه بأنه سيرورة منتظمة تستهدف تحديد النطاق الذي تحققت فيه الأهداف التربوية من قبل المتعلمين ".
ت - ويرى الدكتور محمد عبد العزيز عيد أن التقويم هو: "عملية الوصف الدقيق للحصول على المعلومات المفيدة للحكم على بدائل القرار" ويعرف أيضا بأنه: «تحديد مدى التطابق فيما بين الأداء والأهداف".
نستشف من التعاريف السابقة إجماعها على أن عملية التقويم هي عملية مستمرة ملازمة لسيرورة الفعل التربوي، وتسعى للحصول على معلومات تتم مقارنتها بردها إلى إطار مرجعي، ثم إصدار حكم واتخاذ قرار ملائم بقصد تحسين العملية التربوية. وعليه، فالتقويم في معناه التربوي هو معرفة مستوى المتعلمين وتحديد مواطن الضعف والقوة لديهم، وإعطاء قيمة المردودية تعلمهم وفق خطة تربوية مرسومة وأهداف محددة. ويتضمن كل إجراءات الكشف عن تعثر المتعلمين، أي الكشف عن الفارق بين النتائج المرتقبة والنتائج المحققة فعلا من أجل اتخاذ قرارات لتصحيح ذلك الفارق، فالتقويم ليس غاية في ذاته، بل هو أداة وإجراء سابق لعملية التصحيح والدعم.
ومن القضايا المطروحة على علم الديسيمولوجيا هي علاقة مفهوم القياس بمفهوم التقويم باعتبارها علاقة وطيدة؛ لأن التقويم لا يصلح دون القياس، والقياس يهدف إلى تحقيق التقويم.
تعريف القياس: جمع المعلومات والملاحظات الكمية عن موضوع القياس باستخدام أدوات وأساليب مناسبة فهو قواعد استخدام البيانات والأعداد بحيث تدل على الأشياء بطريقة تشير إلى كمية الصفة أو الخاصية. وهو تصور كمي لعملية التقويم. ولكنه أقل عمومية من التقويم. كما إنه يوفر للباحث في مجال التربية وعلم النفس كما من البيانات قبل أن يقوم المختص بإصدار أي حكم ..... وعموما فالقياس في المجال التربوي هو عملية ترمي للحصول على نتائج ومعلومات متعلقة بقدرات وخصائص التلاميذ، أو بعمليات مختلفة قام بها التلميذ أو عدة تلاميذ أثناء درس أو جزء من الدرس، أو عدة دروس.
2- أنواع التقويم
تتكون مكتسبات التلاميذ من نوعين رئيسيين من التعلمات المبرمجة في المنهاج الدراسي خلال السنة الدراسيةأ- الموارد، وهي كل المعارف والمهارات والسلوكات والقيم التي تشكل موضوع التعلمات الجزئية خلال حصة أو حصص تعليمية.
ب- الكفايات النهائية للتعلم التي يتعين على المتعلم(ة) اكتسابها للانتقال إلى مستوى أرقى، ويتم تقويمها من خلال وضعيات مركبة تتطلب تعبئة الموارد التي تم اكتسابها جزئيا يميز leopold paquay في تقويم الكفايات بين مقاربتين:
- مقاربة تحليلية ذات بعد تكويني، يتم الاهتمام فيها برصد الأسباب التي جعلت الكفاية لم تتحقق، وبنوعية المعارف التي لم يتم التحكم فيها، وبالعمليات التي ينبغي تطوير أدائها، وبنقط الدعم التي يمكن أن يعتمد عليها المتعلم لتحقيق التقدم المطلوب ووفق المقاربة التحليلية تعتبر لحظة التقويم بالكفايات هي لحظة حوار تكويني وتحفيزي بامتياز لأنها تطور أداء المتعلم، ولأنها تقوي قدرته على التقويم الذاتي، ولأنها تأخذ وجهة نظره وملاحظاته بعين الاعتبار.
- مقاربة منطلقة من مبدأ الاستقلالية، ذلك أن امتلاك الكفاية وفق هذه المقاربة يعني امتلاك التكيف مع حالات خاصة وغير متوقعة. والقدرة على التكيف مع الوضعيات التي يصادفها المتعلم تتطلب بالضرورة شروط الاستقلالية.
يتم تقويم الموارد بواسطة اختبارات بسيطة نسبيا، تنصب على الأهداف الخاصة التي تتشكل منها التعلمات الجزئية. وتتمثل طريقة تصحيح هذه الاختبارات في تحديد ما إذا كان التلميذ قد أجاب بشكل صحيح عن الأسئلة المطروحة عليه والتعرف بالتالي، على الموارد التي تم أو لم يتم التحكم فيها.
أما تقويم الكفاية فيتم بعرض وضعيات مركبة على التلاميذ ويطلب منهم حلها بشكل فردي. وتمكن هذه الوضعيات التلاميذ من تعبئة مواردهم المكتسبة. ومعنى ذلك أنه يتوجب على التلميذ، لكي يجد حلا للوضعية أن يتعرف من بين موارده المكتسبة، على تلك التي هو في حاجة إليها. وأن يربط بينها لإيجاد حل للوضعية، ولا يكفي لتصحيح اختبار من هذا النوع أن نتأكد مما إذا كانت إجابة التلميذ صحيحة أم خاطئة، بل ينبغي استعمال المعايير والمؤشرات، وهي مختلف الرؤى التي تنظر من خلالها إلى منتوج التلميذ لنرى هل هو متطابق مع ما هو مطلوب، وما هي الصعوبات التي يواجهها هذا الأخير. وهكذا نتساءل مثلا هل فهم التلميذ ما هو مطلوب في الوضعية، حتى ولو كان بها أخطاء لغوية أو أخطاء في إنجاز العمليات الحسابية ؟ إلخ. ونتساءل أيضا هل استعمل التلميذ أدوات المادة استعمالا سليما، بما يعني أنه لم يرتكب أخطاء لغوية أو أخطاء في الحساب. وذلك بصرف النظر عن ملاءمة إجابته أو عدم ملاءمتها للوضعية ؟ ويبقى من المتعذر تقويم كل التعلمات في وقت واحد، لذلك سيكون على المدرس (ة) تقويم مكتسبات التلاميذ بكيفيات مختلفة وفي لحظات مختلفة كذلك.
- خلال فترة التعلمات الجزئية نقوم بإجراء تقويمات قصيرة لذلك الهدف يأخذ أشكالا مختلفة كالأسئلة الشفوية والتمارين الكتابية والروائز ... هذا التقويم هو قبل كل شيء تقويم تكويني، القصد منه هو التأكد من أن التحكم في الهدف قد حصل بالنسبة للتلاميذ.
- في نهاية السنة الدراسية، أو بعد التحكم في الكفاية، يجري المدرس تقويما إشهاديا. هذا الأخير يجب أن ينصب على الكفاية النهائية، ويتم بواسطة وضعية مركبة. يمكن لبعض الموارد أن تشكل موضوعا للتقويم الإشهادي
ولكن تقويم الموارد لا ينبغي أن يتجاوز 25 في المائة من النقط المخصصة للتقويم الإشهادي ".
ويغلب في الممارسات التربوية المرتبطة بالتقويم ثلاثة أنواع أساسية هي:
1- التقويم التشخيصي أو التوجيهي
وهو إجراء نقوم به في مستهل عملية التدريس من أجل الحصول على بيانات ومعلومات عن قدرات ومعارف التلاميذ السابقة والضرورية لتحقيق أهداف الدرس". يمكن المدرس من معطيات تسمح له بتعرف المكتسبات الحقيقية للمتعلم لاستثمارها في المسار التعليمي المقبل .... فهو إجراء يقوم به المعلم في بداية كل درس، أو في بداية مجموعة من الدروس أو في بداية العام الدراسي، من أجل تكوين فكرة على المكتسبات المعرفية القبلية لتلاميذه ومدى استعدادهم لتعلم المعارف الجديدة، إنه مرتبط بوضعية انطلاق المناهج والدروس ويقصد بها فحص معالمها بهدف الحصول على معلومات عن قدرات ومعارف ومواقف التلاميذ السابقة والضرورية لتحقيق أهداف الدرس والتي تمكن من اتخاذ قرارات حول التعلمات اللاحقة. ويهدف هذا النوع من التقويم إلى:
. تحديد أفضل موقف تعلمي للمتعلمين في ضوء حالتهم التعليمية الراهنة
. التشخيص التربوي، حيث يتمكن المعلم من تحديد النمو العقلي والانفعالي لتلاميذه ومدى استعدادهم لاكتساب معلومات وخبرات جديدة.
. رصد الأهداف التربوية التي يتوخى التلاميذ تحقيقها خلال الفترة الدراسية أو في نهايتها ومقارنتها بالأهداف المخطط لها.
. تحديد أفضل موقف تعلمي للمتعلمين في ضوء حالتهم التعليمية الراهنة
. التشخيص التربوي، حيث يتمكن المعلم من تحديد النمو العقلي والانفعالي لتلاميذه ومدى استعدادهم لاكتساب معلومات وخبرات جديدة.
. رصد الأهداف التربوية التي يتوخى التلاميذ تحقيقها خلال الفترة الدراسية أو في نهايتها ومقارنتها بالأهداف المخطط لها.
2- التقويم التكويني أو البنائي
تبرز أهمية هذا النوع من التقويم في مواكبته للعملية التعليمية أثناء الإنجاز الصفي .... من خلال إخبار المدرس والتلميذ بدرجة تحكمهما في تعليم معين، وكشف صعوبات التعلم ووسائل تجاوزها.
ولذلك يعرفه LEGENDRE في معجمه بأنه إجراء يقوم به المدرس خلال عملية التدريس لكي يكشف عن درجة مسايرة التلاميذ، وليتتبع مجهوداتهم ويقيس الصعوبات التي تعترضهم، والتدخل بالتالي لتذليلها وسد مواطن النقص الملاحظة عندهم.
3- التقويم الإجمالي أو النهائي أو التحصيلي:
التقويم الإجمالي هو نموذج للتقويم يستند إلى إجراءات اختبارية، تنجز بعد فترة زمنية دراسية .... للحكم على مدى تحقق أهداف البرنامج أو بعض أجزائه، كما أنه يوفر المعطيات التي تسمح بالحكم على مكتسبات المتعلم والإقرار بكفاءته. وتلتقي التعريفات الخاصة بالتقويم الإجمالي عند دلالة مركزية، ترتبط بإجراء هذا التقويم عند نهاية مرحلة تعليمية، لاختبار درجة تمكن المتعلم من المهارات والمعارف التي اكتسبها، فهو إجراء عملي نقوم به عند نهاية الدرس أو البرنامج التعليمي من أجل التأكد من أن النتائج المرجوة من عملية التدريس قد تحققت فعلا، وهو بذلك يتيح لنا تحديد النتائج الفعلية للتعليم ( حصيلة مجهود المتعلمين ومقارنتها بالنتائج المتوخاة مما يمكن من قياس الفارق بينها وبالتالي اتخاذ قرارات للدعم والتصحيح.
تأخذ هذه الأنواع من التقويم جملة إجراءات تقويمية تنتظمها أساليب متنوعة يمكن حصرها في فروض المراقبة المستمرة، والامتحانات الدورية والنهائية.
التقويم الإجمالي هو نموذج للتقويم يستند إلى إجراءات اختبارية، تنجز بعد فترة زمنية دراسية .... للحكم على مدى تحقق أهداف البرنامج أو بعض أجزائه، كما أنه يوفر المعطيات التي تسمح بالحكم على مكتسبات المتعلم والإقرار بكفاءته. وتلتقي التعريفات الخاصة بالتقويم الإجمالي عند دلالة مركزية، ترتبط بإجراء هذا التقويم عند نهاية مرحلة تعليمية، لاختبار درجة تمكن المتعلم من المهارات والمعارف التي اكتسبها، فهو إجراء عملي نقوم به عند نهاية الدرس أو البرنامج التعليمي من أجل التأكد من أن النتائج المرجوة من عملية التدريس قد تحققت فعلا، وهو بذلك يتيح لنا تحديد النتائج الفعلية للتعليم ( حصيلة مجهود المتعلمين ومقارنتها بالنتائج المتوخاة مما يمكن من قياس الفارق بينها وبالتالي اتخاذ قرارات للدعم والتصحيح.
تأخذ هذه الأنواع من التقويم جملة إجراءات تقويمية تنتظمها أساليب متنوعة يمكن حصرها في فروض المراقبة المستمرة، والامتحانات الدورية والنهائية.
المراقبة المستمرة: إجراء بيداغوجي منظم له مكانته المتميزة ضمن عناصر العملية التعليمية؛ حيث يسمح بتتبع أعمال التلاميذ الدراسية في مختلف جوانب التكوين المعرفية والمهارية والسلوكية، وبتقويم أدائهم ورصد نتائجهم واستدراك نقط الضعف لديهم وتقويمها. كما أن المراقبة المستمرة تمكن المدرس من الحصول على معلومات حول فعالية الأدوات والعمليات التعليمية الموظفة، مما يساعده على مراجعة أساليبه وطرقه في التدريس. وتقوم المراقبة المستمرة على أسلوبين اثنين:
- التقويم التتبعي لأنشطة التلاميذ، وهو الإجراء الذي يسمح بتتبع أعمال التلاميذ بكيفية دائمة، من خلال استثمار أنشطة عديدة ومتنوعة.
- الفروض الكتابية المحروسة وهي فروض تقويمية شاملة تتوج العمليات التقويمية التي ينجزها الأستاذ مع تلاميذه في إطار أنشطة التقويم التتبعي وتتكون من وضعيات اختبارية تستهدف تقويم مكتسبات المتعلمين... ومعرفة مدى تقدمهم في الدروس، ورصد جوانب التعثر لديهم والحصول على تغذية راجعة لتقويم
وتستند هذه الامتحانات إلى أدوات للتقويم تختلف تبعا للأهداف أو الكفايات المنتظر تقويمها:
- فإذا كان الهدف اختبار المعرفة أو الفهم أو التطبيق، فالمنتظر أن تكون الإجابات محددة وواضحة
- وإذا كان الهدف اختبار التحليل أو التركيب والتقويم، فينبغي أن تكون الأدوات المعتمدة مفتوحة، ولذلك يحضر طابع الاستحسان عند التقويم .....
كما ينبغي أن تتوفر مجموعة من المواصفات في الامتحانات، منها:
- الصلاحية تعني حصول التوافق بين وسيلة القياس وبين ما نريد قياسه فعلا
- صفات الثبات والموضوعية والشمولية فالأمانة والثبات يعنيان أن طريقة التقويم يجب أن يكون في إمكانها إعطاء نتائج منسجمة، يركن إليها؛ والموضوعية تعني استقلال نتائج الامتحان عن الأحكام الذاتية للمقوم؛ أما الشمولية فتعني تمثيل الأسئلة لمعظم المضامين والأهداف التي تم تلقينها للمتعلمين.
3- مجالات التقويم
تبين الخطاطة أسفله شكل ومجالات التقويم:
- وظيفة التوجيه: يتم في العملية التعليمية التعلمية توجيه المتعلمين إلى أنشطة بعينها في بداية التعلمات أو الحصة أو الوحدة، وتشكل أنشطة التقويم التشخيصي مجالا مثاليا لاشتغال هاته الوظيفة. حيث يسهم هذا النوع من التقويم في التعرف على مكتسبات المتعلمين السابقة، مما يتيح مجالا للتدخل والتوجيه عبر أدوات اختبارية تستهدف أساسا تحديد مؤهلات المتعلمين المواصلة تعلم جديد، وكذا من أجل تقدير أمثل للمخاطر التي قد تصادف مسار المتعلمين في مرحلة تنمية الكفايات ويمكن استثمار نتائج هذا النوع من التقويم في توجيه المتعلمين لأهمية التعلم الذاتي الفعال والنشط والموجه بإشراف المدرس.
- وظيفة التعديل: أثناء سير العملية التعليمية التعلمية تتخللها أنشطة تقويمية تكوينية، يكلف المتعلم بإنجازها، وهي أنشطة قد تأتي على صبغ عديدة، ووسائل ديدكتيكية جمة شفهية مكتوبة مرئية، وضعيات مركبة سريعة ..... ما يتيح للمدرس أن يقوم بتعديل إجابات وانتاجات المتعلمين، وتصحيح الخطأ فيها، أو تثمين (تعزيز) الصائب فيها. وهو ما يجعل هذا النوع من التقويم (التكويني يضطلع بوظيفة التعديل، عبر إعداد خطة للعلاج، لتدارك الأخطاء قصد تلافيها في التعلمات اللاحقة.
- وظيفة التصديق: في نهاية التعلمات، يتم إنجاز تقويم إجمالي من خلاله تتم المصادقة على امتلاك المتعلم للتعلمات الأساسية أو عدم امتلاكها، ويأخذ كما سلف ذكره يأخذ هذا النوع من التقويم أشكالا وصيغ متعددة وضعيات مركبة، وضعيات مشكلة وضعيات دامجة..). وسواء تعلق الأمر بوحدة، أو اختبارات فصلية أو إشهادية في نهاية السنة، فإن تحقق الأهداف التعليمية جزئيا أو كليا، وتحقيق تمكن بدرجات، من الكفايات المستهدفة في نهاية التعلم يقابله إقرار للمتعلم بنجاحه وهو ما تشير إليه بيداغوجيا النجاح باعتبارها مظلة أساس تظلل المقاربة بالكفايات فتحقق النجاح يقابله إقرار وإشهاد للمتعلم بذلك.
4- وظائف التقويم
وبالنظر إلى أنواع التقويم المذكورة أنفا، وباعتبار أن التقويم عملية تربوية منظمة، تبتعد عن الارتجال وتنحو إلى التنظيم والدقة، قصد الوصول إلى المرامي والأهداف وتنمية الكفايات، فإن له وظائف عدة تنسجم مع مختلف القرارات التي يتخذها المقوم أساسا ويستهدفها من كل محطة تقويمية يقوم بها. غير أنه في صلب العملية التعليمية التعلمية، نجد ثلاث وظائف تتعالق خصائصها كل التعالق مع أنواع التقويم الثلاثة وهي كالتالي:- وظيفة التوجيه: يتم في العملية التعليمية التعلمية توجيه المتعلمين إلى أنشطة بعينها في بداية التعلمات أو الحصة أو الوحدة، وتشكل أنشطة التقويم التشخيصي مجالا مثاليا لاشتغال هاته الوظيفة. حيث يسهم هذا النوع من التقويم في التعرف على مكتسبات المتعلمين السابقة، مما يتيح مجالا للتدخل والتوجيه عبر أدوات اختبارية تستهدف أساسا تحديد مؤهلات المتعلمين المواصلة تعلم جديد، وكذا من أجل تقدير أمثل للمخاطر التي قد تصادف مسار المتعلمين في مرحلة تنمية الكفايات ويمكن استثمار نتائج هذا النوع من التقويم في توجيه المتعلمين لأهمية التعلم الذاتي الفعال والنشط والموجه بإشراف المدرس.
- وظيفة التعديل: أثناء سير العملية التعليمية التعلمية تتخللها أنشطة تقويمية تكوينية، يكلف المتعلم بإنجازها، وهي أنشطة قد تأتي على صبغ عديدة، ووسائل ديدكتيكية جمة شفهية مكتوبة مرئية، وضعيات مركبة سريعة ..... ما يتيح للمدرس أن يقوم بتعديل إجابات وانتاجات المتعلمين، وتصحيح الخطأ فيها، أو تثمين (تعزيز) الصائب فيها. وهو ما يجعل هذا النوع من التقويم (التكويني يضطلع بوظيفة التعديل، عبر إعداد خطة للعلاج، لتدارك الأخطاء قصد تلافيها في التعلمات اللاحقة.
- وظيفة التصديق: في نهاية التعلمات، يتم إنجاز تقويم إجمالي من خلاله تتم المصادقة على امتلاك المتعلم للتعلمات الأساسية أو عدم امتلاكها، ويأخذ كما سلف ذكره يأخذ هذا النوع من التقويم أشكالا وصيغ متعددة وضعيات مركبة، وضعيات مشكلة وضعيات دامجة..). وسواء تعلق الأمر بوحدة، أو اختبارات فصلية أو إشهادية في نهاية السنة، فإن تحقق الأهداف التعليمية جزئيا أو كليا، وتحقيق تمكن بدرجات، من الكفايات المستهدفة في نهاية التعلم يقابله إقرار للمتعلم بنجاحه وهو ما تشير إليه بيداغوجيا النجاح باعتبارها مظلة أساس تظلل المقاربة بالكفايات فتحقق النجاح يقابله إقرار وإشهاد للمتعلم بذلك.
اكتب تعليق على الموضوع