من مذكرات رجل تعليم (الجزء الخامس - المحنة مع المنحة)

من مذكرات رجل تعليم 
الجزء الخامس : المحنة مع المنحة
مذكرات رجل تعليم

محمد الخطابي
المحنة مع المنحة.... (الجزء الخامس) 
أما عن حالنا في السنة الأولى من التعيين. فقد عانينا من مرارة الشوق والحنين. ومعيشتنا كانت تستحق الشفقة من المسؤولين والمعنيين. ولم يكن لنا من مساند سوى الله المعين.
لم تكن لنا سوى منحة هزيلة. لا تكفي حتى للتنقل وعشاء ليلة. وقد كان التقشف بالنسبة لنا أحسن وسيلة
كنا نعيش على الكفاف والعفاف. وحتى الفئران هجرتنا بسبب الجفاف. وتوالي الأيام العجاف. ولم يبق لها بيننا عيش أو طواف. فكم من ليلة قضيناها بخبز يابس وشاي من السكر ناقص. وبعضنا يستسلم للنوم وهو يائس.
تكاثرت ديوننا عند البقال. وبدأت تراوده الشكوك وعدم الاطمئنان. وكنا نمنيه بالفرج في أقرب الآجال.
ولكي لا نكون جاحدين. ولكرم أهل الدوار ناكرين. ففي كل سوق أسبوعي ننتظر الإستضافة آملين. تعويض أيام الجوع اللعين. بأطباق من الفواكه والكسكس أو الطح.اجين .
لكن أكبر ورطة. عندما تحل العطلة. وليس لديك مصاريف الرحلة. فقد تكون خاوي الوفاض. وما عليك إلا بالاقتراض. وإن فضلت البقاء. تقضي العطلة وحدك في الخلاء. وكأنك من الأولياء. فأنتظر الرحمة من السماء.
وبعد انتهاء أجل المنحة وتسوية الوضعية. وغالبا ما تكون في آخر السنة الدراسية. فما عليك إلا بتسديد الديون والإحتفاظ بالبقية. ومتع نفسك بأحسن عطلة صيفية. وانس المعاناة المادية والمعنوية. ثم استعد للدخول المدرسي بكل أريحية.
اعتن بنفسك من حيث الملابس وانواع التعذية. ووفر من الراتب الشهري مادامت الظروف مواتية. فطبيعة المنطقة لا توفر إمكانيات التبذير والتسلية. وفكر في الحياة المستقبلية. بشراء شقة أو بقعة أرضية. وإن كانت لك رغبة في الزواج فاختر زميلة لك في التضحية. وقد تكون معك في المركزية أو الفرعية. ثم انتظر الفرج بعد الحركة الإنتقالية. ودامت لك السعادة والرفاهية.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -