من مذكرات رجل تعليم ..(الجزء السابع - من نحن؟)

من مذكرات رجل تعليم ...
الجزء السابع : من نحن ؟؟؟

محمد الخطابي - أستاذ التعليم الابتدائي
رضاؤك بالقليل. يجعل كل شيء في الحياة جميل. فإن كنت ذلك الضيف النزيل. فذاك قدرك وليس هناك بديل.
نحن لسنا من أبناء ماما غطيني. أو محبي الهانبرجر والپانيني. نحن لسنا من رواد ماگدونالدز. نعيش على الفشوش والدلال. نحن لسنا من ذوي العقول التائهة. نجوب الشوارع بالسيارات الفارهة. تُقضى حوائجهم بمكالمة هاتفية. ومناصبهم محددة في السر أو العلانية. نحن أبناء الشعب. لا نكل ولا نتعب. نواجه الحياة بما فيها من سهل أو صعب. نتكيف من كل جديد. بعزيمة وقلب من حديد. تركنا حياة المدنية والمدينة. اننتقلنا من الفوضى إلى الهدوء والسكينة. في مكان تتصادف فيه القلوب. وتقل العيوب. ويتغير فيه السلوك والأسلوب.
عانينا في البداية ولكن مع الإستمرار. وطول المدة والاستقرار. اندمجنا مع أهل الدوار. وتعرفنا على العديد من الأسرار. واكتشفنا خبايا الطبيعة من جبال وسهول وأنهار. وتمتعنا بسكون الليل وجمالية النهار. وتدربنا على ركوب الدواب وجلب الماء من الآبار. وعرفنا أنواع الزهور والثمار. وساعدنا الأهالي في الري وقطف الزيتون من الأشجار. وتلك دروس علمتها لنا الأقدار. من هؤلاء السكان الأخيار.
أما عن الاستحمام فلم يكن هناك حمام. وتلك مشكلة عليها لا نلام. فليس لنا بديل عن الأقسام. مع اتخاذ الحيطة من البرد والزكام. أو تبقى متسخا حتى تعود إلى المدينة بسلام. 


أما عن التصبين. فقد كنا ننتظر خلو العين. من بعض الرواد والمتطفلين. فنقوم بغسل ملابسنا في الحين. وكأننا نقوم بشيء يخالف الأعراف والقوانين.
أما عن الطبخ والعجين. فلم نكن بحاجة الى دليل به نستعين. فكل شيء بالمغامرة والتخمين.
فقد كانت أغلب المحاولات. لا تخلو من المفاجآت والمستملحات.
فتارة نشم الحرائق والطبيخ لاصق. أو المرق من الإناء دافق. فليست لنا في ذلك عقدة أو عائق.
فتلك محاولات محارب. تتحسن مع التجارب. وتظهر معها العجائب. وإن باء معظمها بالفشل. فقد قتلنا الروتين والملل. ووفرنا حاجياتنا دون عيب أو خجل. وتحدينا الاتكال على الغير والكسل. واصبحت بعد ذلك لدينا دراية. وكل وجبة تقدم بعناية. والمهم في كل شيء هو البداية.
وتحياتي لكل القراء. إعجابكم يحفزني وتعليقاتكم البناءة تدعمني.. 
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -